[align=right]أخي وأستاذي د. الثمالي


يبدو لي من هذا العرض , أنّي والأستاذ سليمان نريد الوصول إلى آخر الطريق , في حين أن المهندس خشان يريد قطع مرحلة منه . فمعرفة أسرار الإيقاعات توازي اكتشاف القواعد المسيرة له , وهي متوقفة على صحة اختيار المفردات التي تشكله . وفي المقابل يتسع المجال لوصف وتسجيل كل إيقاع على حدة من حيث نوع المفردات المستعملة .
بل أخي هو خطأ مني ناتج عن تركيز التفكير في هذه الناحية ظنا أنها أصل الاختلاف.
أنا معك ومع أخي سليمان ومن المنطقي أن يكون لكل دراسة هدف.
فإن سمحت لي تداركت خطئي وعبرت عما بصرتني به حول الماهية والهدف من العروض كالتالي:

" تسجيل الإيقاع بأقرب شكل إلى ذاته الحقيقية - بعيداً عن الرأي الشخصي في تقسيمه بطريقة أو بأخرى , مع عدم استبعاد أي طريقة للتقسيم حسب الغاية منها. - والهدف من ذلك هو محاولة استكشاف القوانين الكلية التي تحكم الإيقاع في أشكاله المختلفة من الأوزان بقصد صباغة الأسس العامة لرؤية جوهرية شمولية قدر الإمكان يكفي الإلمام بها للإحاطة بالتفاصيل الخاصة لكل وزن. مع محاولة وضع ذلك بأبسط صيغة ممكنة "

وأعتقد أنه كلما اقتربنا من تحقيق هذا الهدف كلما اقتربنا من تفكير الخليل بغض النظر عن أسلوب النعبير.

وأظن أن الاختلاف حول هذا لا يكون من حيث الجوهر بل من حيث دقة التعبير عنه التي تتفاوت بحسب استفادة اللاحق من السابق كما استفدت أنا من ملاحظتك. التي كلما فكرت فيها أجدني مدفوعا إلى صاغة أدق وأشمل وحطر لي الآن أن أضيف :" ومحاولة توحيد طرق التعبير عن الإيقاعات الصوتية ( شعرية وموسيقية ) والإيقاعات الحركية وسوى ذلك من الإيقاعات. ومد مساحة العروض خارج الشعر لآفاق جديدة لم تطرق من قبل تشمل - ولا تتوقف عند - بعض المظاهر الجمالية في القرآن وتقديم علم اللسانيات ودراسة الموسيقى الداخلية للنص والخصائص الصوتية لبناء الجملة وتكسب العروض خاصية التجدد والتمدد المستمرين" أضحك الله سنك.

وشكرا لك.

ويحسن هنا أن أذكر بمقولة الأستاذ مبشيل أديب ليشارك معنا في هذا الحوار مع أنه انتقل إلى دار الحق.
وهو القائل في مجلة الموقف الادبي العدد 373 أيار 2002:

" وأكثر ما يعيب كتب العروض القديمة والحديثة، أنها، على الرغم من مظاهر العبقرية، التي لم يكشف الخليل عن أسرارها، لم تحاول تحليل العملية الذهنية لتي مكَّنت الخليل من بلوغ هذه القمَّة الرياضية .