شكْـــراً من الأعمــاقِ يا عمْري
شكْـــــراً على جــرحٍ غدا قبري

فاضــت دمـــوع العـين واختنقت
تـــلك الـــتي رُســـمتْ على ثغري

قــد كـــنت لي قــــــدراً يحاورني
فــغـــدوت وهـــــماً فاقبلي عذري

وعشــــقــت فــي عينيك سحْرهما
وهرعْت أكـــتب عنك في شعْري

فكــــتبْـــتُ ملْــئ دفــــاتري شجناً
أفْـــنيــت عُمْـــــراً دون أن أدري

وسكــــنْتِ فــي قلـــبي وأوردتــــي
فتركت جرحاً غاص في صَّدْري

لا تخْـــجــلي فالجـــرح يعــرفــني
والـــهجْـــر يعْــرفنــي مــع الغدرِ

يا مــــن سَكَــــــنْتِ دفـــاتري زمناً
ونثـــــرْت فــي خــدَّيك من عطري

أنـــا لم أكـــنْ يــومــاً ســـوى رجلٍ
عشــــق الـــهوى يخــشى من الهجرِ

إن تـــرْحلـــين فتــــــنـزفــين دمـــي
والــــهجْــر قـــد يطغى على صبري

كــــم عشْـــت في وهـــمٍ يكبِّــــــلُـــني
وهْــــــــــمٌ يحـــاصـــــرني ولا أدْري

فســـــلي ســـــكون اللـــيل واسْــــتمعي
فلـــــربَّــما تـــدريــــن عــــن أمْـــــري

وســــلي القــــصائـــد يــــوم أن كُــتِبَتْ
وتــــراقـــصت طـــرباً علــــى ثغْــــري

فتــــمـــايلت شــغــــفاً خــــواطـــــرنا
فســــلــــي حــــروفــكِ عنْــدها ســـرَّي

وتـــذكَّـــــري حبِّـــــي أيــا امـــــــــرأةً
سلـبت حياتي مــــزَّقـــــت عــــــــمْري

أنـــــا لـــــن أبالي فاهــــــجري مـــدني
لــم تعــــــرفي حقــــــاً مـــــدى كـــبري