في حديقةٍ هجرتها الحساسينُ والبلابلُ
فاستَوحشتْ ورودُها لهمسِ المواعيدِ ودِفءِ الخدودِ
واشتاق النّدى لعطر العذارى الحالماتِ على شُرُفاتِ الهوى
-ما قيمةُ الوردِ بلا أحبابٍ
بلْ لمَنْ ،بعدَهم تُغنّي الطُّيورُ
ولا عشْقَ على الأبواب ؟!
سألتني حزينةً:
-أينَ يا غريبُ قد رحلوا
أوَتدري متى يعودونَ؟
- لعلّهم يختبؤنَ من خطرٍ داهمٍ
لعلّهم ينتظرونَ صمتَ المدافعِ
لعلّ الصّبايا يُسْعفْنَ جريحاً
أو يبكينَ شباباً ودّعَ الحياةَ
وعلى الجبينِ آيةُ كرامةٍ
وفي العينِ دمعةُ شوقٍ أخيرة
لماذا يا ربّي تُغادرُ الأعراسُ حدائقَ العربِ؟
لماذا تأكُلُ الغربةُ والحروبُ شبابنا؟
كأنّنا أُمّةٌ تتسوّلُ!
لكنّنا أغنى الأممِ الّتي باعتْ نفسَها للشّيطانِ
ويلُ أمّةٍ أسرفَ ملوكُها مُبذّرينَ
فصُبَّ عليها غضبُ السَّماءِ.
أي متى يجيئُ الرّبيعُ عربيّاً
يُطهّرُنا من وباء الملوكِ
لتعودَ الطّيورُ للغناءِ؟
متى تُقامُ الأفراحُ في حدائقنا المهجورة
فتزدانُ بالحبّ والأحلامِ
نغفو ونصحو على عُرسٍ جديدٍ
على فجرٍ بلا دماءٍ ولا دموعٍ!!!