كتب أستاذي غالب الغول :



نتناول معاً رابط العروض أدناه والمرسل من قبل الأستاذ خشان قائلاً :
أخي وأستاذي الكريم غالب الغول

أتمنى ان تعرج مشكورا على ( نحو رواية التخاب ) فهي تتقاطع مع الموضوع الذي تفضلت به

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/rewayah

والله يرعاك.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@

أخي الكريم الأستاذ خشان .
حياك الله في هذا اللقاء , ولكن لا أدري ماذا أقول بعد أن قررت عدم الردود على الرقميين , لا كراهية ( لا سمح الله ) بمن يحمل المباديء الرقمية , بل لأني مللت من تكرار الإجابات , ومللت من كثرة الروابط التي تتناول العروض الرقمي من غير طائل , ولولا ندائي للعروضيين بالرد على مقتالتي بعنوان ( رسالة إلى العروضيين ) , لما تناولت هذا الموضوع بالتعليق.
.
إن العروض الرقمي يُلخص بقواعده الشمولية التي تتعارض ومبدأ الخليل طولاً وعرضاً , ولا أرى في العروض الرقمي إلا كونها رموزاً تعرفنا على الأسباب والأوتاد مثلها مثل أي رموز عروضية أخرى , ( 1 = ب ) , ( 2 = ــ ) ولا يختلف هذا عن ذاك إلا بالرقم , وذاك بالرمز الذي تعارف عليه كل العروضيين , وما خلا ذلك لا أعتبره إلا حشواً اعتراه كثير من المغالطات والأفكار التي يتوه بها العقل ,فلا طائل منها إلا التعقيد الممل والرسومات الهندسية التي لا يفقهها أمهر العروضيين الرقميين , هذا إذا كان هناك ما يسمى بالمصطلح العربي ( بالعروض الرقمي ) , لأن العروض ليس رقمياً البتة , بل هو الذي يبحث بالصورة التي تعبر عن الوحدة الإيقاعية الموسيقية , أي أن التفاعيل يجب أن يكون لها حدوداً , لأن حدودها تحدد البحر الذي يتماشى معها .
وإني أذكرك يا استاذ خشان بأن إيماني بالرقمي والأرقام لم تصل أبداً إلى حد الخبب والتخاب , فأنا أنكرت صحتهما منذ بداية الحوارات , وإن إيماني بالرقمي والأرقام لم تكن كإيمانكم , بل مختلفة جداً , ولأن ( الرقم واحد ) لا يعني حركة المقطع ( الحركة القصيرة فحسب , ب ) بل إن الرقم ( 1 ومثله الرقم 2 ) لهما دلالات أخرى قديمة لم يعرف كنهها الرقميون أنفسهم . فالرقم ( 1 ) يعنى الكمية الزمنية للمقطع القصير ( ب ) ومقداره ( نصف وحدة زمنية ) أما الرقم ( 2 ) فيعني ضعف المدة الزمنية للسبب , ولقد ذكرت هذا في مناقشاتنا السابقة .

والآن أريد أن أختار أهم ما ورد برسالتك يا أخي الأستاذ خشان . على الرابط , أمثلها بفقرات لأتسنى بالرد عليها بإيجاز , بالرغم من وجود أجوبة قد تناقشنا بها منذ سنوات وسنوات , ولعل في التكرار فائدة .

1 ــ يقول الأستاذ خشان من كتابه الطبعة الثانية ) :
(((ذلك أن بنية الكلمة تتعرض لتغيير هو أشبه بالتفاعل الكيماوي الذي يغير شخصيتها لتعبر شكلا ومضمونا عن المقصود في كل صيغة .)))
ويرد غالب الغول بقوله :
(((( إن بنية الكلمة قد تناولها الخليل في كتابه العين , وهي عبارة عن تدوير أحرفها مثل :
كتب / تبك / بكت . ومن هذا التدوير ظهر للخليل الكلمات التي كان العرب يستعملها , وجعل باقي الكلمات من الكلمات المهملة ))) وهكذا فعل بالدوائر , وهكذا فعل في عروضه , وعلى سبيل المثال : أخذ الخليل من: ( فاعلن : التفعيلة : (علن فا ) التي نقلها إلى فعولن . ثم جعل ( لن فاع ِ , المهملة )
وأوافقك أن تكون هذه تتشابه بالتفاعل الكيماوي مع بعض التحفظ بما تفعله الكيمياء بالعناصر , إلا أن لكل مادة عناصرها والتي قد تختلف أو تتوافق مع المادة التي ولدت منها .
أي أن لكل تفعيلة عناصرها من أوتاد وأسباب والتي قد لا تختلف عن التفاعيل التي ولدت منها إلا في الصورة فقط , وتتفق مع أصل التفعيلة بالوزن .
أي أن فاعلن تختلف كلياً عن فعولن باتجاه أسبابها وأوتادها , لكنهما متعادلتان بالمقياس الثلاثي الموسيقي . أو بالأحرف الخماسية فقط .
ولا ينبغي أن نقارن لغتنا العربية لفظاً ورسماً وعروضاً بأي لغة أجنبية مهما كان رقيها . كما لا يوجد أي علاقة تذكر بين العروض والصرف إلا من خلال لفظ التفاعيل فقط التي توهمك وكأنك تتلفظ بكلمات صرفية مثل فعلن فاعلن وغيرهما , لكي نستطيع فرز التفاعيل التي تتماشى مع الأصل . مثل:
مستفعلن / مستعلن / مستفعلْ / متعلن / للدلالة على تابعيتها للتفعيلة الأم ( مستفعلن ).
وبإمكاننا استعمال وحدات إيقاعية غيرها مثل :
تم ْ تم ْ ت َ تم = مستفعلن . ( بحدودها الجغرافية والسكانية والقطرية ). والتي لا تتعادل وزناً مع ( تم ت ت تمْ ) أو ( تم تم تم ) إلا حين الإنشاد الشعري فقط .

2 ـ ـ ويقول الأستاذ خشان :
(((الرقمي يوصف التغيير الحاصل في آخر العجز لنقل الوزن من 2 2 3 إلى 2 2 2 حسب ما يعرف ( بالتخاب ) بأنه تغيير يعتري بنية المقاطع الأخيرة في العجز بضوابط معينة تغير شخصيتها وتنقلها من سياق إلى آخر كما هي الحال في الصرف العربي. )))

ويرد غالب الغول بقوله:
((( من الصواب القول بأن العروض ينقل صورة التفعيلة من الوضع مستفعلن إلى الوضع ( مستفعلْ هكذا ــ ــ ب ــ فصارت علتها هكذا ــ ــ ــ )
ومن الخطأ القول أن العروض ينقل الوزن من الصورة مستفعلن إلى الصورة مستفعلْ )
لأن مستفعلن لا تساوي وزناً التفعيلة مستفعلْ ) أي أن الصورة تختلف عن حقيقة ما تتطلبه التفعيلة من مقادير زمنية لصحة الإيقاع الشعري الموسيقي , للسبب الآتي :
مستفعلن سباعية الحروف بينما مستفعلْ سداسية الحروف , وبهذه الحالة فإن الوزنين غير متكفائان البته من حيث الأزمنة , مهما حاول الرقميون إثبات ذلك .
ومن هذا الإستنتاج نرى أن الإعتقاد بفكرة ( التخاب ) ما هو إلا وهم فوق وهم .
لأن مستفعلن قد تنقل إلى فعولن , ــ ــ ب ــ تنقل إلى ( ب. ــ . ــ )
أي أن وزن مستفعلن لا يساوى وزن فعولن إلا حين نعترف بأن مستفعلن قد نقلت إلى فعولن بعد أن أصابها الخبن والقطع , أي أن فعولن هذه ( ليست صحيحة أي ليست سالمة من الزحاف ) كالتي نجدها في المتقارب , بل هي تتبع وزن مستفعلن الرباعية الوزن عند الإنشاد الشعري . ولا يظهر هذا إلا عند الإنشاد الشعري الذي به يحترم المنشد وصية الخليل في الخبن المقطوع للتفعيلة ( فعولن من أصل مستفعلن ) , فينشدها على أصلها وليس على فرعها .
وبما أن الرقميين يؤمنون بوجود التخاب على هذه الصورة المضللة , فيعني ذلك أنهم هدموا أهم ركن من أركان العروض ألا وهو ( عمليات الزحاف والعلل ) التي ذكرها الخليل في عروضه , وإن الشمولية التي سحرنا بها الرقميون ما هي إلا وهم وخيال , لا تعتمد على حقيقة علمية موسيقية إيقاعية . والذين به يؤيدون حرية التفاعيل ووضعها دون أي قيود تمثل الزحاف أو العلل بما يتفق مع الإنشاد الشعري الموسيقي الذي يؤمن بحدود كل تفعيلة على حدة, لأنها هي الوحدة الإيقاعية التي نحسب أزمنتها موسيقياً ومن خلال أزمنتها نتعرف إلى وزنها ومقياسها الوزني بأدق التفاصيل .

3 ــ يقول الأستاذ خشان :

((((وما يتيحه الرقمي من هدم لفواصل الوهم الناجم عن اعتبار الحدود بين التفاعيل جدرانا حديدية تمنع التفاعل والتواصل بين أجزاء الوزن، بشكل يستبد بالتفكير ويأطره في تجزيئاتها،وما يعقب التخلص من وهم الحدود من طلاقة واستنارة وتواصل مع شمولية فكر الخليل.

((((ويرد غالب الغول بقوله ))))

عندما يتيح الرقمي من هدم لفواصل ـ ما يسميه الأستاذ خشان ـ الوهم الناجم عن اعتبار الحدود بين التفاعيل جدراناً حديدية تمنع التفاعل بين أجزاء الوزن , فيعني ذلك _ حسب رأيهم ـ أنه لا داع للتفاعيل ومسمياتها , ولا داع ِ ـ أيضاً ـ لتحديد وزن الرجز بتفاعيله الممثلة بالأرقام التالية :
4 3 ـــ 4 3 ــ 4 3 أليست ( 4 3 ) سببين ووتد تتكرر ثلاث مرات للشطر الواحد ؟ ونقرأها ( مستفعلن مستفعلن مستفعلن ) أليس بين مستفعلن والذي يليها جداراً حديدياً لا يمكن اختراقه , لكي نكرر الوحدة الإيقاعية مرات وعشرات المرات دون انقطاع ؟ . اليس في قولهم ما يؤيد ذلك إذا أرادوا ؟, ثم يرفضونه إذا أرادوا ؟ وكأن العروض أصبح دميه يتلاعب فيها الرقميون كما يريدون ؟
, أليس في قولهم هذا تماشياً مع المثل القائل : ( خالف تـُعرف ) .
؟ وإذا لم نضع الحدود الحديدية بين التفاعيل فكيف تستطيع ــ يا أستاذ خشان ــ معرفة البحر من بين البحور الأخرى ؟
أليست التفاعيل وحدودها هي التي تعرفنا على حدود البحر ؟

تعال معي .
هل نستطيع التعرف على سر إيقاع الوحدات الآتية من غير معرفة تتابع الأسباب كما أرادها الخليل , لنجعل لها حداً فاصلاً لمعرفة بحرها ؟ فانظر إلى الأجزاء التالية:

فعلن فعولن/ فاعلن/فعـِلن (وهذه أرقامها)
2 2 /1 2 2/ 2 1 2/ 1 1 2
فكيف تترجمها إلى إيقاع شعري سليم ؟
الجواب :
الأستاذ خشان الرقمي الوحيد الذي يعرف أمكنة الأسباب والأوتاد لكل بحر , والذي استقاها من علم الخليل فقط , سيقول لكم إن حدود التفاعيل أعلاه هي حدود وهمية لا أساس لها من الصحة ,وإن حدود التفاعيل للكامل هي : ( 4 3 / 4 3 / ثم يقف ليحدثكم عن خببية التفعيلة الثالثة بطريقة غير مبنية على قاعدة علمية موسيقية , فهو يسميها ( 2 2 ) باعتبار مفهوم الشمولية ذات البريق الخادع , لأنه يعتقد بأن كل حركتين يجب أن يكون لهما قيمة وزنية ــ خببية ــ ثابتة تعادل سبباً خفيفاً واحداً , بالر غم من خطأ هذه الفرضية الإلزامية .
وإن هذه الشمولية الخببية ( خاطئة ) لأن ( طي مستفعلن
( 2 1 1 2 ) لا يمكن أن تُجر وراء الخبب أو التخاب , ثم لا يمكن أن تكون ( 1 1 ) في الطي لهما القيمة الوزنية التي تعادل السبب الخفيف ) كما هو في ضرب الكامل أعلاه , بل إن قيمتهما أكثر من ذلك . ولقد شرحت هذا بالتفصيل في مناقشاتنا السابقة .
ومن هنا نستطيع القول ( بأن موضوع التخاب ليس أسوأ عملية عروضية فحسب , بل هو قنبلة موقوتة يقصد من ورائها نسف العروض ونسف مفاهيم الخليل , جملة وتفصيلاً وهذا ما يجعلني أرفض المناقشة مع الرقميين تحاشياً للصراع , وإني أفضل أن يبقى العروض على أصله الخليلي أفضل من الأفكار التي تريد هدمه, وبخاصة عندما يقابلك المحاور بطريقة عروضية بحته , منفصلة تماماً عن الطريقة الموسيقية الملازمة للعروض في الإنشاد الشعري , ولذا يمكن القول أيضاً بأن موضوع الخبب والتخاب الضبابي لآ يؤهل الباحث فيه سوى الفشل الذريع في التحصيل العلمي الجامعي, وبخاصة عندما يصطدم الباحث بالمفاهيم الموسيقية التي تعتمد أزمنة التفاعيل وحدودها جوهراً لا يقبل المساس به .

ويقول الأستاذ خشان :
(((كل ذلك يجعلني أحس بالعروض كأنما هو كائن حي ذو صفات ومواقف بل وجينات، وحيثما حلت هذه الجينات في مقطع سواء كانت ناشطة أو خامدة فإنها تفعل فعلها وتقرر الأمر في سائر البيت ولو وجدت في أول مقطع في الصدر فإنها تقرر مصير آخر العجز. ))

ويرد غالب الغول بقوله :
(( رحم الله الدكتور أحمد مستجير ذلك الطبيب البشري الذي لفظ كلمة الجين والجينات ليتبناها الرقميون دون معرفة القصد من استعمالها , وأنا لست طبيباً ولا علم لي بالجينات البشرية إلا اسمها فقط , ولكنني أعرف بأنه يمكن استبدال الجينات التالفة المسببة للمرض بأخرى سليمة لعلاج ذلك المرض , تماماً كما يمكنني استبدال الحركة العروضية بسبب خفيف لصحة الإنشاد , وبخاصة عندما تكون الحركة مسببة للخل الإنشادي . لكن الجينات البشرية الخاملة لا يمكن مدها أو تقليصها أو حذفها أو زحافها كما هو الحال في الجينات البشرية . ومن هنا نقول :
لنترك الجينات لأصحابها , فهي ليست في العروض في شيء وعلينا أن نستبدلها بالأزمنة الفعلية التي تقرر سلامة الإيقاع أو فساده . ))



شكراً لك يا أستاذ خشان على سعة صدرك .

أخوكم غالب أحمد الغول


وردي عليه الذي أنصح أساتذة الرقمي بدراسته على الرابط:

http://belahaudood.org/vb/showthread.php?t=13836