6- الكاتب : سليمان أبو ستة

أخي الدكتور / عمر خلوف
أذكر أني سبق وأبديت إعجابي بتقصيك للنماذج المجهولة في خارطة الشعر واتساع دائرة الاستقراء، وها أنت تؤكد إعجابي مرة ثانية لهذه النماذج التي ذكرتها وأود لو أشرت- ولو بشكل مختصر- إلى المصدر الذي استقيت منه.

والنموذج الذي جئت به من قول شهاب الدين المصري لا أعلم أحدا غير الجوهري قد أشار إليه وعده من المحدث، ثم نقله الدكتور الثمالي واصفا إياه من مجزوء الطويل مستندا في ذلك حسب قوله إلى أدبيات العروض.

وقد أشرت إلى هذا النموذج في كتابي ( في نظرية العروض العربي )، وجعلته مهملا في دائرة جمعت معه ضربا من بحر المديد ونسقا عده الجواهري من مجزوء البسيط ( الموفور عند نازك الملائكة، واللاحق عند عمر خلوف) . كما أشرت إلى النموذج الثاني وعددته مهملا في دائرة تضم في جانبه ضروبا من ضروب الرمل والوافر والكامل والمديد والبسيط.

وقد سرني عثورك على شواهد لهذا النموذج إذ جعلني أطمئن إلى صدق حدسي عندما قلت في خاتمة كتابي: " ولقد كان لقائمة الأنساق الإيقاعية التي وضعناها لبيان ما يمكن النظم عليه دور في تصنيف الأوزان تصنيفا جديدا، وهذا التصنيف هو ما يتيح إمكانية التنبؤ بما قد يكتشف من أوزان ويجعل لهذه القائمة دورا في علم العروض يشبه الدور الذي للجدول الدوري للعناصر في علم الكيمياء."

أما النموذج الأخير الذي جئت به فهو على الشكل: ( فعولُ مفاعيلن فعولن مفاعْ) أو الشكل ( مفاعلتن مستفعلن فاعلان ) [ 3 1 3 4 3 2 3 ه ]، وليس على الشكل الذي جئت به، وأيا كان هذا الشكل فلا أظنه من جملة البحور التي تجمعا الدوائر.

ولك تحياتي .....