القديرة أستاذتي زينب ،،امتناني الكبير ، لثرائكم وإثرائكم لهذه الفسحة من الحوار
بداية اعتذاري لبعد المثال -ربما- عن المراد ، ولكن يمكن القول -في رأيي - أن الجملة لتي يراد من خلالها إيصال معلومة فقط دون صبغة شعورية للناص (القائل) ، لن تحمل نبرا على الإغلب ، فلو افترضنا أن هذه الجملة جاءت في سياق مقول القول ، وكانت كمايلي :
أكّد زيد أن السماء جميلة بقوله : (( ما أجمل السماء)) ،
فلا أفترض نبرا هنا على الإطلاق لأن المراد فقط هو تأكيد اعتقاد زيد بجمالية السماء ، دون أي صبغة شعورية ، استنكارية أو تعجبية ..الخ
بشكل عام أجد أن د.كمال أبو ديب قد أخطأ لأنه قام بمقارنة شكلية بين العربية والإنجليزية ، للخروج بقضايا نبرية ، فهو لم يلتفت أو ربما تجاهل ، طبيعة البنى المختلفة للغتين ، ففي الإنجليزية للنبر دلالة معنوية في الأغلب وأما في العربية للنبر دلالة شعورية فنقول مثلا
pr[OVERLINE]e[/OVERLINE]sent بنبر ال(e ) الأولى تعني حاضر ، أو هدية
pres[OVERLINE]e[/OVERLINE]nt بنبر ال(e) الثانية تعني يقدم
وهذا نجده كثيرا في الصينية لأنها تعتمد على النبر أساسا ( toon language ) فمثلا
ma بدون أي نبر تعني (كيف) للسؤال
m[OVERLINE]a[/OVERLINE] بنبر قوي على (a) تعني أم
wo بنبر خفيف على (o) تعني رقم خمسة
w[OVERLINE]o[/OVERLINE] بنبر قوي على (o) تعني أنا
ولكن هذا كله لا نجده في العربية ، فإن نبر أي حرف من أي كلمة - في العربية- لا يغير المعنى وإنما الصبغة الشعورية للقائل الذي يريد نقلها إلى السامع ، - وأجد هنا أن علامات الترقيم ، تساعد بهذه المهمة أي التدليل على مكان النبر ، المراد عند الكتابة النثرية -
ولكن في كل الأحوال اذا افترضنا صحة ما تقدم يكون من الخطأ تثبيت مكان النبر ، لأن المقطع الشعري قابل للقراءة بأكثر من طريقة نبرية ، دون تعارض ذلك مع الوزن أو المعنى ، واسمحي لي هنا بمثال بسيط،،،
أعتقد أن من أهم ما ميز شاعر كمحمود درويش أو نزار قباني ، هو الإلقاء ، والإلقاء حقيقة هو ضبط النبر بحسب الحالة الشعورية ،فلو كان هنالك أي إلقاء من قبل أشخاص آخرين لذات القصائد وبطرق مضبوطة ، سيكون الاختلاف هو طريقة الإلقاء ، فنقول إن إلقاء فلان أفضل من فلان ، والمقصود حقيقة ؛ هو أن انجسام أماكن النبر مع الحالة الشعورية عند القول ، هو أفضل عند فلان منه عند فلان آخر
فكيف لنا أن نثبت أماكن النبر ، لو أردنا اضفاء صيغ شعورية مختلفة ؟
تلك رؤيتي المتواضعة ، أتمنى أن أكون قد وضحتها
تقديري الكبير
هيثم الريماوي
المفضلات