اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد البياسي مشاهدة المشاركة
فات الأوان


هذا جنـتـْه يداكِ .. لا تتوسّلي=ما عاد يثمرُ ما قطعتِ ويورقُ
ما عاد ينفعُ في اعوجاجِكِ منهجٌ=أو عاد يجدي مع غبائك منطقُ
هذا فراقٌ بيننا .. كم قبـْـلَنـا=من عاشِقِينَ تجمّعوا وتفرقوا
الأمرُ أصبح واضحاً .. لكنّه=لا يَفهمُ الأمرَ الجليَّ الأحمقُ
لا تحسبي من بعدِ غدرِك مـرّةً=أني عليكِ بنظــــــرةٍ أتصدّقُ
لا تسأليني العفوَ .. قلبي ميّتٌ=إذْ كيف يَرحمُ منْ ذبحتِ ويشفقُ
أناْ مُثقلٌ بك جُملةً .. أنا منهكٌ=أناْ متعبٌ مما حملتُ ومرهقُ
أناْ مَنْ حلفتِ بحبه .. وحياته=كم كنتُ أُصلبُ في هواك وأُشنـَقُ
حبي عتيدٌ راسخٌ متجذّرٌ=لكنَّ حبَّك في الحوادث زئبقُ
مارت رمالُك في الهوى وتحركت=وتركت قلبي في رمالك يغــــــــرقُ
وعلمتُ بعدُ وجاءني متأخراً=أنْ بالغواية قد أحبُّ وأعشقُ
وعلمتُ أنّكِ كدتِ لي ولربما=بالكيدِ يُختلسُ الشعورُ ويُسرقُ
والآن لما أنْ شُفيتُ من الهوى=فكأنما أناْ من جديدٍ أخلقُ
ثمنُ المحبة عند مثلِكِ غُربةٌ=وجزاءُ إحسانٍ جحودٌ مُطْلقُ
كُفّي دموعَك لا أحبُّ سماعَها=قد يُسرِفُ الكذّابُ حين يُصدَّقُ
فوراءَها وحشيـّةٌ وضحيـّـةٌ=لا يأمنُ التمساحَ إلا الأخرقُ
وأراكِ بعدُ تحاولينَ وسيلــــــــــــــــةً=إنّ الغريقَ بقشّة يتعلــــــــــــّـــــــــــقُ
فات الأوانُ فإن قلبي زورقٌ=وعليك يبخل بالركوب الزورقُ
وجميعُ آثاري التي سطّرتُها=في لوح غَرْبـِك قد محاها المشرقُ
فات الأوانُ تيبّستْ أحلامُنا=لا يستقي ميْتٌ ولا يتعرّقُ
إنّ الفصولَ ثلاثةٌ ما بينــــــــــــــنا=ما للربيعِ إلى هشيمِكِ مفـرقُ
تحية وسلاما
لن أقول لك قصيدة جميلة خضرنا عيوننا بين مروجها ، ثم أنسحب من الصفحة ، كلا !!!!!
فما لهذا الغرض تنشر القصائد ، ولكني أقول أعجبتني القصيدة و هذه مواطن الجمال فيها :

المطلغ أكثر من جميل ، أنهى القصة من فورها بقرار صارم من مغدور به ، فلا رجعة فيه ، وكذلك يكون جزاء الغادر .
هـــذا فـــراقٌ بيـنـنـا .. كــــم قـبْـلَـنـا==مــن عاشِقِـيـنَ تجمّـعـوا وتـفـرقـوا
أحب مثل هذاه التراكيب أستاذي ، وبعض الناس يقولون مثل هذا التركيب تعيبه المباشرة ، وإذا كانت المباشرة بهذا الجمال و هذه السلاسة فأنا من هواتها .

لا تحسبـي مــن بـعـدِ غــدرِك مــرّةً==أنـــــي عـلــيــكِ بـنــظــرةٍ أتـــصـــدّقُ
الله يا أخي ما أقساك !!! ، تلطف قليلا ، و المسامح كريم .
صورة جميلة أعجبتني .
لا تسألينـي العـفـوَ .. قلـبـي مـيّـتٌ== إذْ كيف يَرحمُ منْ ذبحـتِ ويشفـقُ
صورة أخرى رائعة في خضم تسلسل الدفق الشاعري و الفيض الشعوري .
ما بميت إيلام ، فعلا اخي من قتل ذبحا أنى له ان يحس و يشعر حتى يشفق .
نـاْ مَـنْ حلـفـتِ بحـبـه .. وحيـاتـه==كم كنتُ أُصلبُ في هـواك وأُشنَـقُ
صور جميلة تتالت و تراصت كما البنيان المرصوص ، وهذه صورة أخرى من الجمال .
أخي الكريم ، كثيرة مواطن الجمال و النضور في قصيدتك و أترك للآخرين تتبعها .

و الآن تقبل مني هذه الملاحظات :
ما عاد ينفعُ في اعوجاجِكِ منهجٌ==أو عـاد يجـدي مـعْ غبائـك منطـقُ
لا يستقيم الشطر الثاني إلا بتسكين عين ''مع ''
وهذا يؤثر على موسيقى البيت الداخلية و الخارجية ، و مثل هذا أغلب ما يكون في المنظومات التعلمية ، و تحاشيه أفضل من ركوبه .
ثـمـنُ المحـبـة عـنـد مـثـلِـكِ غُـربــةٌ==وجـــزاءُ إحـســانٍ جـحــودٌ مُـطْـلـقُ
سلست و انقادت على لساني هكذا : ''إحساني'' بل إضافتها إليك أولى من تنكيرها ، فأنت المحسن الذي جحد إحسانه .
نّ الـفـصــولَ ثــلاثــةٌ مـــــا بـيـنـنــا==مــا للربـيـعِ إلــى هشـيـمِـكِ مـفــرقُ
هنا الصورة مشوشة بعض الشيء ، وأرى الصدر قد أرخى قياده لك ، و العجز تأبى عليك .

دمت طيبا