http://ghiwaniblog.skyrock.com/17376...008-05-05.html


على أمل أن يقوم بعض أالمشاركين الكرام بوضع نصوص ولحن وتقطيع بعض أغاني الغيوان



على مستوى الإيقاع لا يختلف الإيقاع الذي وظفته ناس الغيوان في أغانيها عن الإيقاع السائد في التراث الشفوي والشعبي المغربي، إنه إيقاع معتاد يمتح قيمته الفنية من أصوله فهو يعتمد على البحر السريع والبسيط وأبعادهما فهذان الايقاعان متواثران في التراث الشعبي، فطبيعي أن تكون ناس الغيوان بعودتها إلى الأصول والجدور أن تعود إلى هذه الإيقاعات بكل حمولاتها، فأعادت الارتباط بها من خلال هذا التراث وهذا الايقاع بعيدا عن التنميط التعسفي للدوق والايقاع .

أما في بعض الأغاني وخاصة الصوفية منها، استفادت ناس الغيوان من إيقاع الحضرة ذلك الايقاع الذي يفضي إلى الحال أو الحضرة إن صح التعبير فهو حال منفصل عن طقوسه الأصلية يقع خارج الزاوية وفوق خشبة المسرح وتنتقل مضامينه من الصوفية إلى السياسة والنقد الاجتماعي...

وهذا التأرجح بين الرصيد الشعبي والحداثة أدى إلى تراكم المعني وكثافة الدلالة كما أنتج تركيبات إيقاعية ولحنية غير معهودة بواسطة آلات غريبة عن بعضها في المعتاد فنجد الكنبري الكناوي (الهجهوج / السنتير) يجاور الهزاز الحمدوشي وطبيلة عيساوة وبندير الأطلس ثم البانجو ذو الصوت المعدني المقلق والحاد[17].



2- 1 - الآلات الإيقاعية :

لا تقوم أية مجموعة غنائية ولا يستقيم غناؤها وفنها بالأساس ما لم توظف آلات موسيقية تضبط من خلالها الإيقاع وتسايره وهكذا كانت الغيوان، فبعد أن تكاملت عناصر المجموعة وقفت أمام اختيار الآلات "وكان علينا نحن في ذلك الوقت اختيار آلات شعبية مغربية"[18] .



لقد حارت المجموعة في أمرها كثيرا في مسألة اختيار الآلات فهو أمر صعب ومعقد جدا إنه سيف ذو حدين إما أن تجد نفسك على السكة وتكون على الطريق الصحيح وإما أن تجانب الصواب فتنتج الرذئ والرذاءة، لكن في النهاية انصب الاهتمام والاختيار على الآلات المغربية، فثم اختيار "الطبل"و"والهزاز"و"والبندير" إلى جانب آلات أخرى "فكرنا في أقرب آلة بغض النظر عن موطنها الأصلي، تقرب أصواتنا وعالمنا الغنائي"[19] .

وهكذا استعملت المجموعة "السنتير" الذي ينتمي إلى إفريقيا وكذلك "البوزق"، لقد أعطت ناس الغيوان قيمة لهاته الآلات التي كانت مغمورة "فهي آلات تخص البيوت وحفلات النساء كالحضارات فيما يتعلق بالطبلة أو في أغاني الملحون ... أو السنتير - الذي يعد آلة كناوية - آلة يحملها الكناوي ويطوف بها في الأزقة مادا يده طالبا ريالا أو خبزا وكذلك "الهزاز" كنا لا نراه إلا فوق كتف شحات أو هداوي يطوف في الشوارع ويردد أغانيه ... مادا يده للمارة ... أما البندير فلقد كان من أحقر الآلات المغربية لأنه كان من ضمن آلات الشيخات كالطعريجة ... وما أدراك بنظرة الجمهور للشيخات في ذلك الوقت"[20]، فهذه الآلات كان الجمهور ينظر إليها نظرة مغايرة فهي آلات مغمورة وليست كالكمان والعود ... أي الآلات العصرية كما كانت تسمى في ذلك الزمن.

إن الجديد الذي برز مع ناس الغيوان ناهيك عن الموضوعات التي تطرقت إليها أعادت الاعتبار لهذه الآلات وأعادت توظيفها حتى صارت مهيمنة منذ ذلك الزمن فما أن تظهر مجموعة غنائية على نهج ناس الغيوان إلا ومعها هذه الآلات.



2-2 - الأداء : الغناء .

المجموعة ظهرت مكونة من أشخاص قليلون لا يتعدون الخمسة كإطار سهل القيادة وأكثر نجاعة من الفرقة الكبرى المتسمة بإنتفاء الحركية والحيوية وبعد أن كانت الفرقة لدى الاتجاه الأول الذي كان سائدا أو المسمى بالجوق تتكون من مجموعة كبيرة تردد اللازمة وشيخ وسطهم يردد تلك الأغاني التقليدية النمطية المتسمة بالسكون والتي عادة ما تدور حول الحب والشوق والحنين... أصبحت المجموعة تتكون من أشخاص يتناوبون على الغناء والاداء ... فهم يوزعون فيما بينهم الأغنية حتى تصير كشكولا تتداخل فيها أصوات مختلفة بآهات قادمة من تخوم البوادي، فإذا كانت الأجواق تجلس على الخشبة مرددة تلك الأمداح وشكاوي الحب والحنين صارت الآن الأغنية مع ناس الغيوان بشكل جديد قوامه الزي أو شكل اللباس حيث صار للمجموعة زي موحد وبسيط من الأزياء المغربية التقليدية ثم الوقوف على الخشبة وهذا الأخير هو ما يضيف إلى الأغاني حركية ونضال مستمرين ... كذلك الاعتماد على نصوص التراث بشتى صنوفه وبطريقة لا تبتعد عن اليومي والمعتاد، ولا تنساق في الآن نفسه مع اليومي اللغوي المهترئ المتآكل ومع الأشكال التعبيرية السابقة[21]، فكانت الكلمات العتيقة المستوحاة من التراث متنا ومسرحا لكل الأغاني فكانت "الصينية"، "الدوار"، "الكندرة"، "التليس"، "المهماز"، "النخلة"، "الخلخال"، "الكمية"، "الخيل"، "الكافلة"، "النوار" ... عناصر الهوية المحلية التي غدتها نزعة الاستعادة والتذكر والحنين[22].

فإلى جانب الاشتغال على التراث وظفت المجموعة حكما وأمثالا شعبية أدت في غالب الأحيان وظيفة المثال والاستشهاد قصد الاعتبار والتدبر فمثلا في أغنية "لبطانة" :

حدبة في ظهر الجمل ولهاتـه تلهيــه[23]