اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خشان خشان مشاهدة المشاركة


أهلا وسهلا بك أستاذي الكريم عبد الرحمن العويك صغير السن كبير العقل إن شاء الله وكبير القدر .

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

أنقل لك من الرابط :

https://sites.google.com/site/alaroo...me/hiwar-matee

"المجتث له انتماءان ، ثانيهما للبسيط وليس فيه وتد مفروق فتجوز فيه مستعلن، وأولهما للخفيف وفيه وتد مفروق ولا تجوز فيه مستع لن."

أقول الخفيف ولا أقول " المجتث التام" . يدرك سر ذلك من أخذ بمنهج الخليل في الرقمي حول " مجتث الخفيف" و " مقتضب المنسرح" .

وأهديك الرابطين:

الفرق بين العروض وعلم العروض :
https://sites.google.com/site/alaroo...lrwd-wlm-alrwd

منظومة الخليل الفكرية:
http://nprosody.blogspot.com/2017/11...-paradigm.html

العروض الرقمي مضمون قبل أن يكون شكلا.. وهذا المضمون لا يدرك إلا بدراسة الرقمي منهجيا. أتمنى أن يقنعك الرابطان بذلك.

أكرر ترحيبي بك.
أهلا بك أستاذنا

أنا فهمت وجهة نظرك فأنت ترى المجتث مجزوءا قبليا للخفيف فلذلك لم تعتبر له وزنا تاما يعادل بحر الصفا وأن كل البحور المهملة أو المجزوءة وجوبا لها تعليل عروضي.

ولكن أنا أنظر إلى العروض من زاوية خاصة وأرى أن الخليل لم يقصد الحصر بالأشكال التي وضعها للبحور بل عنى بها ما نظم عليه الجاهليون قديما مما قد وصله وكان موافقا لشروطه.

من هنا، أرى أن الشاعر ليس مجبرا على الأخذ بإحدى الأشكال التي وضعها الخليل رحمه الله، بل عليه النظم على وزن يوافق شروطه وأنه في الحقيقة لا يوجد وزن تام أو مجزوء أو مشطور أو منهوك لأي بحر بل هناك أحجام.

من هنا، فإن كل بيت شعري ينتمي من حيث الوزن إلى ضرب من حجم من بحر من دائرة وهو دائما شعر ما حوى شروط (بدهيات) الخليل وأهمها:
-التجانس والتكرار والتنظيم والتنسيق والخفة على اللسان وقابليته للغناء.
-عدم توالي ٤ أسباب في وزن حوى أوتادا لانشقاق الوزن وعسر اللفظ وفقدان الإيقاع بذلك (٨٣ أو ٣٨) إذ يصعب وينشز غناء الانتقال من هذه إلى تلك.
-عدم توالي وتدين مجموعين أصليين (٣٣) لثقل ذلك وإخلاله بالوزن.
-عدم مجيء سبب ثقيل قبل وتد مجموع (٢٣) لعسر وصعوبة ذلك الشديدين.
-وجود نمط قصير نسبيا يتكرر في كامل الشطر وتكرار الحشو في كل أشطر البيت والعروض في كل صدر والضرب في كل عجز.

على هذا ينتج لدينا ستة احتمالات توافق هذه الشروط ولا تشق على اللسان عند الغناء بحيث يكون الجزء المكرر لكل منها هو :
١-(سببين خفيفين فوتدا) × ٣ بحيث الوتد مرة مفروق ومرتان مجموع (٢٢٣)(٢٢٣)(٢٢٣)
٢-سببين خفيفين فوتدا فسببا خفيفا فوتدا ٤٣٢٣
٣-سبب خببي فسبب خفيف فوتد مجموع ٤٣
٤-سبب خفيف فسبب خفيف فوتد مجموع ٤٣
٥-سبب خفيف فوتد مجموع ٢٣
٦-سبب خببي ٢

وكل نمط من هذه الأنماط يشكل دائرة (وكلما قل المقطع المكرر عذب إيقاعه ولانت وطأته).
وهكذا يكون لدينا ٦ دوائر وقد وضعها كلها الخليل عدى الأخيرة لشذوذها، واستعملتها العرب الأول جميعها.

ثم إننا كلما بدأنا الغناء من مقطع اختلف الوزن فيتشكل لدينا ما يعرف بالبحر، ورياضيا، يساوي عدد بحور كل دائرة عدد المقاطع في الجزء المكرر = ٩+٥+٣+٣+٢+١ = ٢٣ بحرا استعملت العرب منها ١٦ وأهملت ٧ وجميعها شعر يجوز النظم عليه لكن العرب إما لم ترق لها ال٧ الأخيرة أو لم تعرفها أو لم يصل الخليل شيء منها لانعدام التدوين.

ثم يأتي الحجم وهو أن الشاعر له الحق في اختيار الحجم الذي يريد من البحر وعدد الأشطر الذي يحب شرط التوازن بين الأشطر والأبيات فيجوز نظم قصيدة البيت فيها على ثلاث أشطر والشطر يضم ٥ فعولن أو شطر فيه مستفعلن كقصيدة ((أفدي قمر)) لابن نباتة المصري وهكذا دواليك، بيد أن العرب اعتادت في معظم شعرها على استعمال شطرين في البيت واستعمال ٨-١٠ مقاطع في الشطر فسمى ذلك الخليل تاما.

ثم في النهاية يختار الشاعر العلة اللازمة الداخلة على العروض والضرب إن لم يردهما سالمين وله أن يختار أي علة لا تتعارض والشروط السابقة وأهم ما يجوز له قطف مقطع أو مقاطع من آخر الجزء المكرر أو زيادة مقطع من اول الجزء التالي (وهذان لهما علاقة بالحجم) أو قلب الوتد الأخير إلى سبب خفيف أو سبب خفيف وسكون أو السبب الأخير إلى سكون ... ونحوها مما فيه تخفيف للوزن وإسلاس له ومن جديد، كل العلل التي فصلها الخليل في البحور ليست أكثر من إحصاء لما نظم عليه الجاهليون في ما وصل إلينا من شعرهم.
هذا علما أن التفعيلات ليست أكثر من واجهة وضعها الخليل لتيسير هذا العلم محاكيا أسلوب علم الصرف.

من هنا يتلخص أن الخليل رحمه الله اعتمد في منهجيته على أسلوبين هما :
-العقلية الرياضية في وضعه البدهيات والدوائر والبحور والعلل وسائر أسس العروض...
-النقلية وهي إهمال بعض البحور وتحديد أشكال المستعملة منها حفاظا على تراث الأقدمين.
فلذلك، فإن البحور المهملة بعضا أو كلا لا تعدو كونها بحورا لم يصلنا من شعر الأقدمين شيء عليها وليس من الواجب أن يكون الجاهليون عرفوا كل البحور والأشكال.

ومثالا على ما سبق قصيدة كنت نظمتها على وزن ٢٢٣٢٢٢ (مشطور الرجز المقطوع) مطلعها :
لبنان يا لبناني
يا درة الأزمان
يا أجمل الأوطان
يا منبت الريحان
يا مورد الظمآن...

وأخرى على المتقارب المشطور ٣٢٣٢ ٣٢٣٢
سلاما سلامه على اهل المنامه
ومن ظن دهرا طويلا أمامه
يخوض المعاصي بغير ندامه
ويرجو نجاة بيوم القيامه
...

وأخرى كذلك على الممتد المجزوء ٢٣٢٣٢٢٣
كل يوم مضى لا يرجعُ
لا بكاء يرد فلتعوا
كل قول نطقتم بذرة
فانتقوه وخيرا ازرعوا

وجميع هذه الأوزان مهملة ضربا أو حجما أو بحرا ولكنها توافق البدهيات وتصلح للغناء فلا شك في اعتبارها شعرا سليما وكذلك الحال حال غيرها من الأبحر المهملة أو التامة لما وجب جزؤه وقد نظم غير شاعر قصيدة على الوافر أو الهزج التام وكانت أيضا حسنة الإيقاع والله أعلم.

ملاحظة: كلما ما كتبته مجرد رأي شخصي وأنا لا أزال ضعيف الخبرة، فأرجو منكم أستاذي الفاضل إرشادي إذا أخطأت في شيء وكان الله في عونكم والسلام👋.