كتبت الشاعرة مريم العموري قصيدة على بحر الرمل ، وذكرت أنها لم تشعر بأي خلل في موسيقاها ولكنها لاحظت أنها خرجت على التفعيلة الأساسية ( فاعلاتن) في بضعة أشطر منها. وتساءلت : " هل انسجامي الوجداني بالقصيدة أوهمني بإيقاعها الموزون أم هناك تفسير آخر؟ "
وأنا أتساءل أيضا : ماذا لو جاءت بهذه التفعيلة بالزحاف الذي يسمى الكف ( فاعلاتُ ) ؟ من المؤكد إذن أنها ستشعر بخلل في موسيقاها مع أن الخليل لا يستقبح هذا الزحاف ويعده صالحا .
غير أن مجيئها بالتفعيلة على وزن ( فاعلاتكَ ) خرج بإيقاع القصيدة الرجزي إلى نوع من الإيقاع الخببي باستخدامها للسبب الثقيل وهو ما لم أعلم أن أحدا أقدم عليه سوى الشاعر مانع سعيد العتيبة كما رأيت في الشاهد الذي أورده الأستاذ خشان .
وإذن هل تريد شاعرتنا بقولها إنها لم تشعر بخلل في موسيقاها أن تقتدي بالشاعرة العروضية نازك الملائكة حين لاحظت أنها خرجت على إيقاع بحر الخبب بمجيئها بالتفعيلة ( فاعلُ ) وبررت هذا ( الخطأ ) غير المقصود بقولها : " إن أذني على ما مر بها من تمرين تقبل هذا الخروج ولا ترى فيه شذوذا فليس هو خطأ وقعت فيه وإنما هو تطوير سرت إليه وأنا غافلة ، ومعنى ذلك أن ( فاعل ) لا تمتنع في بحر الخبب لأن الأذن العربية تقبلها ، فلماذا لا يقرها العروضيون ؟ "
وإذا كان العروضيون بعد نازك قد أقروا هذه التفعيلة بعد أن شاع استخدامها في الشعر الحديث فإني أشك في أنهم سيقرون هذا الاستخدام للسبب الثقيل في بحر الرمل