بوركت ذائقتك الإيقاعية الشعرية أخي حماد. ولبيان حقيقة ما أحسست به من خلل في قافية شاعرنا الحكيم ، أقول: إن الأصوات اللغوية في العربية تنقسم إلى أربعة أنواع، هي:
1- الصوامت : كالهمزة والباء والتاء .. إلى غير ذلك من الحروف التي تسمى الصحاح.
2- أنصاف الصوامت وهي الواو والياء غير المديتين كما في وجد ويجد وحوض وبيت.
3- الحركات الطويلة وهي التي تسمى أصوات المد الألف والواو والياء كما في نحو نار ونور ونير.
4- الحركات القصيرة وهي الفتحة والضمة والكسرة.
وفي تعريفنا للقافية بأنها صوت الروي وما قد يليه من أصوات ، مع نوع الصوت الذي يسبقه ، نجد أن قافية هذه الأبيات رويها الياء الموصولة بالألف بعدها والمسبوقة بصوت من النوع الثاني أي نصف الصامت، وهو هنا الياء (التي تتصل بياء الروي ليتشكل من مجموعهما حرف واحد مشدّد).
وتتسق القافية على هذا النحو في الأبيات جميعها عدا البيت الذي تصادم مع فطرتك الإيقاعية فقط بسبب اختلاف نوع الصوت الذي يسبق الروي وهو حرف الشين.
وإن كان لي من تعقيب على أبيات أخي حميداني فهو أن يخفف من جرعة الحكمة الفلسفية في شعره، وأن يتذكر ما جرته على أبي العلاء فلسفته. فاحمد الله أنك لا تزال بشرا سويا ، فلا تأسف على أن لم تكن كابن مريم عليهما السلام. وها أنت وقد استبد بك العجز عن بلوغ مرتبة الأنبياء ترى ظلا احترت في كنهه .. فلعله يا صاحبي قط توارى في ظلام الزقاق.
تحياتي للشاعر الحكيم ، ولا تدع هذا المزاح يمنعك من مواصلة أشعارك الفلسفية وإمتاعنا بها .. ولكن اجعلها على مقاس أدمغتنا البسيطة.