وفي مدى واسع فإنه يقيّم ذاته ( جزئيا بسبب الاستجابة للتعويد)، وبعكس الحاسوب فإنه يبدو قادرا على تحويل (البرامج - software ) إلى (أدوات مادية hardware ) وبالعكس أيضا، ولبحث دوافع عملياته، بحيث تصبح (أدواته المادية hardware ) مُدخلَه أو حتى برنامجه. وتبدو فيه مشكلة المراقب في غاية الحدة، وفي الحقيقة فإن لنا أن نعرف الوعي على أنه تباين غير قابل للتحليل بين المخ كمراقبٍ لذاته والمخ كموضوع للمراقبة. وإن ما بين تعبيري ( الضمير) و ( والوعي) من صدفة التشابة في اللفظ في بعض اللغات يشير عرضيا إلى العلاقةبين الوعي على الذات ومكافأتها.
نعرف الآن أنه لا يمكن فصل النظام العصبي عن النظام الثقافي الإنساني الذي صمم النظام العصبي لخدمته. فعملياته أساسا أجتماعية، فلا يقتصر ما يتم تعلمه من البيئة الاجتماعية على لمهارات الخاصة وكفاءة الاتصال. بل يتعدى لك إلى قدرات الاستنهاض والتوجيه وتركيز الانتباه والتحفيز.
من الواضح أننا نمتلك نزعة وراثية لتعلم الكلام والحساب وما إليهما ولكنا بنفس القدر نحتاج محيطا ثقافيا اجتماعيا لإطلاق تالك القدرات. كما أن بالإمكان تغيير المجتمع البشري بتطويرطرق جديدة لاستعمال الدماغ. خذ على سبيل المثال التأثيرات الاجتماعية الثقافية لاختراع الكتابة.
وبمعنى ما فإن القراءة نوع حديث من مدخلات الغريزة المصنّعة، وهذا المدخل يتبلور في شكل (أداة مادية – hardware ) عصبية تشكل حلقة في الدائرة العصبية البشرية.