إن الصيغة المنطقية الخاصة لهذا الاستطراد الذي يلجأ إلى التداعي اللانهائي لإثبات وجود ما لا وجود له بالمماحكات المنطقية (؟) ( reductio ad absurdum ) يوضح المأزق الذي أدى تطور العقل البشري لا إلى تمكنه من معالجته فحسب بل إلى الإسهام في خلقه لنفسه في ذات الوقت.
إن بنية عملية التفكير ذاتها تعكس المستويات المتزايدة التعقيد التي تتطلب الدماغ لمعالجتها.
ولهذا فإن المعالجة البشرية للمعلومات هرمية التنظيم. ففي أعمدة الخلايا العصبية من غلاف الدماغ تقوم هرمية من الخلايا بعادة تشكيل عالم قابل للتصديق، حيث تستجيب الخلايا الموجودة في القاعدة للمنبهات البالغة البساطة وتنقل إحساسها إلى خلايا مبرمجة بدورها على الاستجابة إلى المنبهات الأكثر تعقيدا. وبالمثل فإن قرارات التحريك يتم نقلها عبر سلسلة للأوامر طويلة إلى آليات أداء عصبية أبسط.
إن التنسيق بين هذه الأنظمة الهرمية التي لا بد منها لتكامل أجزاء شتى من المعلومات التي تتفاوت المدد الزمنية اللازمة لها بين الطويلة والقصيرة تتطلب نبضا عصبيا يتم من خلاله دمجها في كل متكامل.
ففي الجهاز البصري - على سبيل المثال- لا بد من تناغم مستويات عدة من التفاصيل كالتردد واللون والعمق، وبدون ذلك لا يمكننا إدراك المظاهر المختلفة للمشهد البصري.
إن المعالجة الدماغية إيقاعية أساسا.
ومن المعلوم جيدا أن هذه الإيقاعات يمكن تقويتها أو تحفيزها بواسطة المنبهات الضوئية والسمعية لتكوين حالات موضوعية خاصة.
أما من مساعد في هذه الترجمة ؟