شكرا أستاذ خشان على هذا الدعم .
بعيدا عن إشكالات الدقة في الإسقاط السياسي السابق على ( ثبات الوتد ) وللموضوعية -تأسيا بحضرتك - أرغب بأن أوضح أنني استخدمت مصطلح (زحاف الوتد ) وأنا أقصد به مطلق التغيير الذي قد يمس الوتد خارج الحشو حصرا دون علمي بمذهب الجوهري وأعترف بأن هذا الاستخدام غير مطابق لما يفيده مصطلح الزحاف عموما في كتب العروض القديمة ومن ذلك ما جاء في كتاب ( شرح الدرة العروضية ) للشيخ معروف النودهي والذي يحدد الزحاف بأنه التغيير الحاصل في الحشو فقط وهو متعلق بثواني الأسباب حصرا . أما التغيير الذي يمس أوائل الأسباب والوتد فيطلق عليه مصطلح (العلة ) .
ونظرا لاقتصار مبادئ العروض الرقمي على مفهوم زحاف السبب( حذف ساكن السبب الخفيف ) فقط دون التعامل مع مفهوم العلة من جهة ، و لوجود قاسم مشترك بين المفهومين يتمثل بالتغيير الطارئ على السبب والوتد متمثلا بحذف جزء من المقطع الصوتي ( الساكن من السبب و المتحرك الأول من الوتد في الخرم أو المتحرك الثاني منه في الكسف أو حذف أحدهما بمحصلة القطع ) من جهة ثانية فقد وجدتني أحبذ استخدام تعبير زحاف الوتد بقصد الإشارة إلى أي تغيير يطال بنية الوتد بحذف أي جزء منه خارج الحشو .
في كل الأحوال . .تعلم أستاذي الكريم أنني مازلت أناصر العروض الرقمي في التخفف من مصطلحات التفعيلي . غير أنني أستغرب قبول حضرتك بمبدأ قابلية الوتد للتغير ثم اعتراضك على قابليته للزحاف ( بمعنى العلة ) خارج الحشو ، مع أن النتيجة واحدة .. .ولو اعتبرنا أن ما قرأه الخليل من واقع الشعر بوجود 2 2 2 في ضروب الكامل والرجز والخفيف . . . مثلا وفسره بقطع الوتد وتشعيثه ما يعني عدم الثبات المطلق للوتد هو واقع الشعر نفسه الذي قرأته حضرتك وفسرته بالتخاب أو ( تخلي الوتد عن هويته كوتد أصيل كي يسمح بمنح متحركه الأول للسبب المزاحف ( 1 ) السابق له فيتحول نتيجة ذلك إلى سبب خفيف ) فالسؤال : إذا كانت الواقع 2 2 2 في الضرب هو نفسه ونتيجة تفسيرك أو تفسير الخليل لن تؤثر في تغيير الواقع . . . فما الفائدة من مجانية سلب الوتد هويته ؟
أستاذي الكريم !
عندما يقال : ( الوتد غير قابل للزحاف )بمفهوم الزحاف الخليلي الذي يقتصر تطبيقه على منطقة الحشو فهذا يعني أن الوتد ثابت أو سالم في الحشو ولا يعني أنه ثابت مطلقا خارج الحشو .فلنتأمل خرم الوتد ( حذف متحركه الأول ) في ابتداء العجز من قول الشاعر على الطويل :

فلما أتاني والسماء تبله . . . . قلت له أهلا وسهلا ومرحبا

ولنتأمل تكرار الخرم في الصدر (أول الصدر ) وابتداء العجز في قوله على الطويل أيضا :

لكن عبيد الله لما أتيته . . . أعطى عطاء لا قليلا ولا نزرا