السلام عليكم
سؤالك جميل أستاذ سليمان !
أعتقد أن الانفصال عن الحس الإيقاعي العام والاحتكام إلى المقياس الكمي الجزئي عند الشاعر مسؤولان عن إحداث هذه الظاهرة . .
وأقصد بهذا أن الخروج عن الوزن يحدث بالأخذ بإحدى جوازات تفعيلة معينة والزج بها في موضع معين دون النظر إلى ما يحكم هذا الموضع من القواعد الناظمة للاستساغة الإيقاعية . كما في الزحاف الثقيل في الشطر
- ما تعَشّقَتْهُ قلوب العذارى
2 3 1 2 2 3 2 3 2
فاعلات مستفعلن فاعلاتن
فمن الواضح أن الشاعر كان منفصلا في لحظة نظم هذا الشطر عن الحس الإيقاعي العام للبحر الشعري فلم ينبهه الثقل وهو يحتكم إلى المقياس الكمي الجزئي في ضبط الإيقاع والذي تمثله التفعيلة الواحدة فعندما تعذر عليه استحضار التفعيلة الأصلية بمقاسها النموذجي (فاعلاتن 2 3 2 ) للموضع المطلوب وكان يعلم أن لهذه التفعيلة بدائل عامة جاهزة متفق عليها (جوازات ) ذات مقاسات كمية مقاربة لها رضي بإحدى هذه البدائل ( فاعلات 2 3 1 ) لكن لسوء حظه انتبه الجميع إلى عدم انطباقها المحكم في ذلك الموضع بسبب خصائص الموضع وليس بسبب عدم كفاءتها .
و في أحيان أخرى قد يخرج الشاعر عن الوزن المطلوب بعملية انزلاق غير واعية ذات طبيعة متعدية يمر فيها الشاعر من استخدام جواز معين لتفعيلة إلى جواز آخر مطابق له كميا ولكنه غير تابع للتفعيلة نفسها وهذا شبيه بعملية التعدي المنطقية لكنه يسبب الكسر الحقيقي في الوزن كما في الانتقال الانزلاقي في الشطر
- من يديه تفيض الحسنات
2 3 2 3 2 1 3 2
فاعلاتن فعولن فاعلاتن
من مستفعلن2 2 3 إلى الجواز متفعلن 3 3 = مفاعلن 3 3 انزلاقيا إلى مفاعل 3 2 = فعولن 3 2 فحدث الانزلاق المتعدي من مستفعلن إلى فعولن وكل ذلك بسبب الانفصال عن الحس الإيقاع العام للوزن والاحتكام إلى واحدة الإيقاع الكمية في العروض التفعيلي ( التفعيلة ) بوصفها جزئية منفصلة .
المفضلات