مرحبا بأستاذتي الكريمة زكية فطاني في ما يليق بها من رحاب منهجية الرقمي
المنهجية بين الرقمي والتفعيلي .... ( قراءة و رأي )

لم أكن لأقترب من حياض ( الرقمي ) الذي يذود عنه أولو الرقمي ما أوتوا من قوة إلا حين
أخذني ثراء الحوار الفكري بين تلميذة وأستاذها ( كنت أستاذها وهي الآن أستاذتي ) مأخذا
جبريا ، وحين استل كل منهما سيف الحرف عنرأيه مدافعا .فكنت كمن يرى على البعد بحرا
يخشى الغوص فيه ، وحوله بحارون قد أفاض الله عليهم درايةومهارة .ولمحت ما لمحته
من التفريق بيّناً بين المنهج واللا منهج في العروض بقول أستاذي :
(المنهج واللا منهج والعروض والعروضيون ) فكأنما قصد ب ( المنهج ) ( العروض) كما
عنىب ( اللامنهج ) ب ( العروضيين ) ،

إنما أقصد أنه لا يشترط في العروضي أن يلم بالمنهج . لكأن المنهج مذهب، والخليل إمام،
والعروضي مقلد. يقي العروضيَّ الزللَ تقليده للخليل. ويودي به الاجتهاد في العروض دون
وعي على منهج الخليل.
وقال في موضع آخر :

(مجالا شمولية المنهج وجزئية اللامنهج ) فالعروض منهج لأنه شامل ، وليس للعروضيين
منهج لأنه جزء لا كل !!
تفاعيل الخليل جزئيات مرتبطة بمنهج . من لا وعي له على المنهج يلصقها كيفما اتفق
فيأتي بما يراه بحورا جديدة.

وربما كان هذا مثار احتدام الصراع بينهما بدءا !!
ثمة اختلاف بناء وليس من صراع

يذهب أستاذي إلى تحقق المنهجية في الرقمي في عناصر العروض الثلاثة :

أ / الموصوفات .

ب / المنهج .

ج / الواصف .

ففي الوقت الذي أسبغ فيه قوله على الرقمي بالشمولية والمنهجية وصف العروضيين بالجزئية وعدم المنهجية .


العروض توصيف للجزئيات ولكنه في واقعه مرتبط بمنهج الخليل في علم العروض. من
تجاوز الخليل من العروضيين بلصق التفاعيل على غير هدى فلا وعي لدى هؤلاء على
منهج الخليل ولا منهجية لديهم:

أوزان و (بحور) جديدة ‎(alarood)‎

ألم يكن الأولى وصف الرقمي في مقابل التفعيلي حتى تكون المقابلة أكثر دقة !!
الرقمي تواصل مع شمولية فكر الخليل ومنهجه وانطلاق منهما إلى ما يليق به من آفاق.

فإن كانت الموضوعات في العروض العربي هي الذائقة العربية ، والواصف هو الخليل عند كليهما

فلا أراهما قد اختلفا إلا في ( المنهج ) وهو الطريقة !

فأي الفريقين أحق !!

لكن أحدهما يتعمد نهج اللامنهج منهجا !!

ظني أن العروضيين لن يجحدوا ما استيقنتها أنفسهم إلا إن كان المنهج المتنازع عليه لمّا
يزل غريبا حتى بعد ظهور الرقمي .

الرقمي ( اجتهاد ) في علم العروض شأنه في ذلك شأن العلوم الأخرى معرضٌ للخطأ أو
الصواب وهو باعتراف الرقميين ( لم يأت بجديد لكنه الربط والتقديم ) ، هذا يعني أننا ما
زلنا نتحدث عنالطريقة والمنهج لا التجديد والابتكار !!!

لا تجديد في العناصر الكيميائية الجديد هو اكتشافها

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

لا جديد في منهج الخليل ولا الذائقة الجديد هو فهمهما أو توصيفهما

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




ولعلي لا أخطئ حين أقول :

إن الرقمي نقلة عروضية نوعية من مجرد التوصيف إلى التقعيد .ولا أدل على ذلك ما أبدعه
أستاذي من التقعيد ل ( تتالي ثلاثة أسباب ، أو التخاب أو غيرهما .ولعلي أرى ثبات
الرقمي من اعتماد الأرقام مدخلا لدراسة العروض لما للأرقام من ثبات يصعب تغييره ،
وأن الشمولية فيه تكمن في اختلاف تقديم الأولى بالتقديم .الرقميون يعتمدون الدوائر مبدأ ،
بينما اعتبرها العروضيون طرفة أحياناً ، وهي عندهم بعد عرض البحور وصورها .ولا يزال
العروض توصيفياً حتى بعد ظهور الرقمي الذي بدأ بالخروج من دائرة التوصيف إلى التقعيد .
الوعي ضروري على التفريق بين العروض وعلم العروض ولا يعيب العروضيّ عدم معرفته
بعلم العروض طالما التزم تفاعيل الخليل وأحكامها الجزئية كما وردت عن الخليل.

وقد يظهر ما سوف يظهر من الرقميين مستقبلا ؛ لذا كان سعي أستاذي ولا يزال في
استنهاض الهمم لدى تلامذته ليأخذ بيد من يأتي عالماً للعروض لا عروضياً فحسب !!

الموضوع يا أساتذتي جدير بالبحث والدراسة والمناقشة ؛ فجزى الله أستاذي خشان وأستاذتي
ثناء لما أثارا من حوارٍ باذخٍ يستبق الخطو إليه السائرون في دروب العروض رقمياً كان أم تفعيلياً .


جزاك الله عني خير الجزاء أستاذتي وأنا متفائل بأنك ستنقلين الرقمي إلى الدوائر الأكاديمية والجامعات.
لكما التحية كيفما قد صرتما ... لكما بياض القلب حين عبرتـــــمـــا

هي سنة التعبير عن آرائنا .... إنْ لمْ تكنْ منْ ذا يصيّرنا هـــــنـــا

شكرا وحفظك ربي ورعاك.