أيَّةُ إيقاعاتٍ تحملها التراكيب السابقة ؟ ولماذا لم يتم استنفاذ الطاقة الهندسية الكاملة والكامنة في نموذج الخليل الفَـذِّ وغير الوحيد نظريَّاً والوحيد فعليَّاً وتم تأبيده وتأبيدُ وتصنيم واجترار ما تمَّ فعلاً في الصحراء وأغلق البابُ على ما يمكن أن يتم ؟ هل كَسرُ تلك القدسية سيدخل في باب كَسرِ القداسة عن النسق اللغوي الديني المهيمن والذي هو صيغة أخرى من تأبيد وتقديس اللغة بإيقاعاتها الصحراوية التي ولدت في لحظةٍ تاريخيَّةٍ ما ويمكن للغة الحيَّة أن تولِّد عشرات بل مئات النماذج القابلة للحياة والنمو والتطوُّر في لحظاتٍ تاريخيَّةٍ أخرى !
إ
ضافة لما تقدم حول هذه الفقرة أقول :
في كل لغة من الصفات ذاتية رافقت ولادتها وحددت شخصيتها وهذه الصفات لا تقبل التغيير
ونظيرها في ذلك من الصفات ما يولد مع الفرد في لحظة ولادته كجنسه ذكرا أم أنثى وكلون عينيه وشكل أنفه، بل وكمزاجه أعصبي هو أم هادئ.
ملاحظة أخيرة لا بدَّ منها متعلِّقة بالإمكانيات الهندسية التي ما زالت كامنة في نموذج الخليل ولم يتم تنميتها واستنفاذها في القرون التي ساد فيها النموذج الخليلي بكل جبروته وسلطته هل يمكن ترحيل اللحظات التاريخية وإعادة توليدها بقوَّة الوعي بعيداً عن الفاعلية العفوية للتاريخ ؟ هل يمكن الحديث الآن عن إمكانيات النموذج الخليلي التي كان يجب على الفاعلية الشعرية العربية تفجيرها قبل قرون بأنها إمكانيات قابلة للحياة بعد أن قطعت الفاعلية الشعرية العربية أشواطاً بعيداً عن هذا النموذج ؟ وهل يمكن الحديث عن إحياء المراحل كمقابل للمصطلح الماركسي حرق المراحل ؟ أم أن هذا عبثٌ يقهقه منه التاريخ ويسخر ؟.
الخليل واصف ومقعد لما أودعه الله تعالى للعربي من ذائقة، وليس موجدا ولا مصمما لتلك الذائقة. شأنه في ذلك شأن ماندلييف
في وصف وتصنيف العناصر والتقعيد لها. وشأن المعماري في توصيف الخصائص الهندسية للعمارة.
ما كان يمكن للخليل أن يصمم ذائقة جديدة للعرب فذلك يعني تصميم ثم خلق أمة عربية جديدة بذائقة جديدة خلقا مغايرا لخلق الله عز وجل.
أرجو أن تطلع على موضوعَي الخليل وماندلييف و تكثيف العروض
https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/mendeleev
https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/taktheef
أرجو أن أكون في هذه القراءة قد فتحتُ باباً لقراءات أكثر عمقاً لهذا الموضوع الشائك والملتبس فكرياً وايدلوجياً وثقافياً وتاريخياً وجماليَّاً....
لا شك أن هذا الطرح محفز للتفكير ومشاركتك فيه لو تمت تجعله أكثر فائدة وربما تؤدي إلى فتح أبواب أخرى لا يفتحها التعليق من جانب واحد. فشكرا لك .
والله تعالى يرعاك.
المفضلات