كنت قد راسلت الأخ الأستاذ نزار حنا الديراني بصدد هذا الموضوع فتفضل مشكورا بالرد الذي أنشره أدناه.

وهو بذلك من القلائل الذين اهتموا بمراسلتي لهم عن الرقمي. فلأستاذي الكريم جزيل شكري .

وجود الخطأ لدي وارد جدا في موضوع كهذا وقد أشار الأستاذ إلى بعض ذلك. إن مقياس النجاح للموضوع يتمثل في أمرين:

الأول : أن يكون هذا مدخلا لمحاولة تقديم الرقمي للنعبير عن أعاريض الشعر العروبي/السامي القديم. والتعبير به عن وجهات النظر المختلفة.

الثاني : أن يكون دافعا للمهتمين ممن يطلع على الموضوع لدراسة الرقمي مضمونا وشكلا دراسة أكاديمية من خلال دوراته.

**********

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

نص الراسلة :

اخي العزيز
اتمنى لك الموفقية
هذا نص التوضيح الذي نشرته في عينكاوة دوت كوم على امل ان يكون عند حسن ظنك وبالامكان نشره في منبركم ، علما اني الان بصدد انتهاء من كتاب يتناول الحلقات المفقودة في الشعر والاوزان وهي دراسة مقارنة بين السريانية والعربية والكوردية استنادا الى الشعر العراقي القديم وانشاء الله حال الانتهاء منه ساحاول ايصال نسخة منه اليك علما قدمت جزء منه في مؤتمر اقامته وزارة الثقافة في بغداد
تحياتي



هل تستطيع عروض الخليل الرقمية
من احتواء الشعر السومري والاكدي والسرياني
نزار حنا الديراني

تعقيبا على كتابي (الايقاع في الشعر ـ دراسة مقارنة بين العربية والسريانية ) المنشور في الانترنيت عقب علي الاستاذ المهندس خشان محمد خشان ـ من الأردن من خلال مقاله الموسوم (الآثار والعروض الرقمي ) المنشور في الرابط
http://www.ankawa.com/forum/index.ph...tml#msg6093688
ورغم اعتراضي على استخدامه عبارة ( اللغات العروبية ـ السامية) كونها غير دقيقة مثلما هي عبارة اللغات الجزرية والتي استخدمت في حينها لسبب او لاخر الا ان هذا ليس صلب الموضوع لان العنوان هو العروض الرقمية ، وبهذا الصدد اود ان اشير :
1- يقول الاستاذ ( مما شجعني على ذلك أن الكاتب الكريم تناول بعروض الخليل ما قرره الغربيون من وزن متأثرين بعروض لغاتهم منطلقا من صحة ما قرروه ليتوصل إلى عدم صلاحية عروض الخليل لتمثيل وزن الشعر الذي قدمه بقراءتهم .) نعم انا استخدمت قراءة النص بالحرف اللاتيني وحسب قراءة المستشرقين اللذين يجيدون قراءة تلك اللغة (المسمارية) ونظرا لعدم معرفتي باللعة السومرية ومن اجل الدقة حاولت الاعتماد على القراءة التي نشرها الاستاذ طه باقر الذي كان يجيد قراءة النص السومري وحاول تقريبها الى القراءة العربية باعتبارها الاقرب الى السومرية من اللاتينية فضلا عن قراأتي لهاتين الكتابتين استخدمت معرفتي بالسريانية والتي هي اقرب للقراءة الاكدية (حسب اعتقادي) من اللاتينية والعربية ولاني لا اجيد السومرية او الاكدية لذا لم اشأ من اضافة او حذف ولو حرفا واحدا كما فعل الاستاذ حيث قال (فلأنطلق في رياضتي العروضية انطلاقا معاكسا يقوم على افتراض تقارب ألفاظ تلك اللغات وعروضها من ألفاظ وعروض الشعر العربي بما في ذلك مد بعض حروف العلة حينا وقصرها حينا آخر على مجرد حركة، بما يؤدي إلى افتراض صلاحية عروض الخليل لتقرير أوزان عروض ذلك الشعر، وسينجم عن ذلك طبعا تباين طريقة اللفظ المنسجمة مع عروض الخليل عن تلك التي قررها الغربيون، فكما أنهم ربما حوروا اللفظ ليطابق الوزن طرائق عروضهم فذاك ما فعلته، وكلا الأمرين غير موضوعي، ولكن وجودهما معا يصب في مصلحة توازن وجهتي النظر، ... لذا فانا لم استخدم الصفة الظنية رغم قولي (هناك بعض الصعوبات التي تعترض سبيل الباحث في الموضوع منها الأصوات الحقيقية للألفاظ البابلية المستعملة في الشعر على الصورة التي كان يعبر البابليون بها عن أنفسهم من حيث التشديد والتخفيف، والنطق ببعض الأصوات الحلقية التي لم يعبر عنها تعبيرا واضحا بالخط المسماري، ذلك الخط الذي أوجده السومريون لكتابة لغتهم الخالية من تلك الأصوات. كما أن نطق المستشرقين بالمفردات البابلية في الشعر يشبه بقراءة الأجنبي للشعر العربي والسرياني، مما يحدث الخلل والاضطراب في أوزانه كما أن تأثر الباحثين بالشعر اليوناني واللاتيني أو كونهم أصلا مستشرقين جعلهم يرون أن أساس الوزن في الشعر البابلي يقوم على ما يسمى النبرات أي التشديد والتخفيف ( وكذلك لم اقرر ما قرره المستشرقون الغربيون في التقطيع بل ذهبت في الاتجاه الاخر .
2- للاسف حصلت بعض المشاكل لدى الاستاذ خشان فيما يخص النص السرياني الذي كتبته بحرفه السرياني وبجواره القراءة بالحرف العربي الا ان ما حصل كلا القراءتين ظهرت بالحرف العربي كون الزميل لا يملك فونتات السرياني في حاسبته، لذا إعتقدَ وكأن البيت يتكون من شطر وعجز وكانت النتيجة ما ورد في الشطر هي نفسها ما وردت في العجز الا في بعض الاحيان فكانت القراءة مغايرة بسبب تزامن الحرف السرياني في الحاسوب مع حرف مغاير له في العربية فمثلا ان حرف الهاء في السريانية سيقابلها حرف (ى) العربية وحرف التاء السريانية يقابلها (ة) العربية و(تا) السريانية يقابلها حرف (ت) العربية وهكذا في حروف وحركات اخرى .
3- انا اتفق مع الاستاذ في قوله ( قال الانسان الشعر قبل أن يعرف العروض وفق ذائقة أودعها الله تعالى وجدانه ) بمعنى اخر استخدم الانسان سمعه وتذوقه في كتابة وحفظ الشعر أي الحركات التي هي مصدر الموسيقى ، لذا قلت ان الشعر العربي قد وجد قبل الخليل ، فالشاعر القديم كان يعتمد على حسه الموسيقي في كتابة القصيدة لان معظم الباحثين يرون ان منشأ الشعر هو الغناء والانشاد، والغناء بطبيعته يعتمد على الحس الموسيقي المعتمد على الحركات لا السكنات... وعلى هذا الاساس قلت ان الخليل لم يشتق نظريته من الموروث وان كان كذلك لما احتاج الى هذا الكم من الزواحف والعلل هذا من جانب ومن جانب اخر لا اعتقد ان الخليل كان يلعب ما يشبه بلعبة الميكانو فجاء بالموروث العربي الشعري ليفكك كلمات البيت الشعري ومن ثم يعيد جمعها من جديد على اساس الرقمين 2 و3 أي السبب والوتد ، بمعنى اخر يكون الخليل قد هيأ قوالبه الجاهزة اولا والتي هي :
أ‌- خماسية الاحرف (فعولن ، فاعلن (3+2) )
ب‌- سباعية الاحرف ( فاعلاتن (2+3+2) ، مفاعيلن (3+2+2) ، مستفعلن (3+2+2) ، مفعولات (2+2+3) ، مفاعلتن (3+2+2) ، متفاعلن (2+2+3) )
ومن ثم جاء بالبيت الشعري ليفكك حروفه ليجمعها على هذه الشاكلة ومن ثم يضع لها تسميات (بحور) وفي حالة عدم المطابقة اقتطع جزء من التسمية واعتبرها مجازا كما في تحول مفاعيلن الى مفاعلن او مفاعيل ، فاعلن الى فعلن ، فاعلاتن الى فاعلات ، ....
4- في نظري عندما نجزء البيت الشعري الى تفاعيل (دعامات بالسريانية) يجب ان تُكون جملة مفيدة واعتقد من المفترض ان يكون الخليل قد فعل ذلك ليسهل على تلامذته او من بعده حفظها وتطبيقها وليس ان يجمع الاحرف مكونا جملة او كلمة غير مفهومة. فعلى هذا الاساس حددت نوع الدعامة والوزن للبيت الشعري السومري والسرياني والعربي على اساس حين نقول :
ENUMA ELISH LA NUBU SHAMAMU
ايناما أيلش لا نبو شمامو
قطعته هكذا :
اينما ايلش / لا نبو شمامو
المقطع (الدعامة ) الاول هو اينما ايلش بمعنى حينما في العلى
والمقطع الثاني (لا نبو شمامو) بمعنى لم تسم السماء
وهي جمل مفيدة وهذا ينظبق على الشعر السرياني والعربي لا كما فعل الاستاذ حيث قطع البيت على الشكل الاتي :
أي / نا / مئي / لش / لا / نبو / شا / ما
2 /2/ 3/2/2/3/2/2 مستفعلن مستفعلن مستف
وختاما اشكر الاديب المهندس خشان لرحابة صدره اولا ولجهده في تذليل الصعوبات التي تعترض طريق شعراء القصيدة العمودية من خلال مشروع العروض الرقمية الذي سيسهل مهمة شعراء التفعيلة وفقهم الله