كما أعتقد أن مستفعلن مستفعلن مستفعلْ في صورته المشطورة ينتمي إلى كل من الكامل والرجز والسريع


من الرجز : يا صاحبي رحلي أقلا عذلي = 4 3 4 3 2 2 2 ( أهدى سبيل – ص 91) منسوبا في الكتاب للرجز


وإذن يجوز فيه :أصاحب الرحلِ أقلّ عذلي = 3 3 2 1 3 3 2


من السريع : يا صاحبي رحلي أقلا عذلي = 4 3 4 3 2 2 2 ( أهدى سبيل – ص 107) منسوبا في الكتاب للسريع


وإذن يجوز فيه : أصاحبَ الرحل أقل العذَلْ = 3 3 2 1 3 2 3


وهو من مشطور الكامل = متْفاعلن متْفاعلن مُتْفاعلْ = 4 3 4 3 2 2 2


وإذن يجوز فيه = أصويحبي في الرحلِ همْتَ بعذلِي = ((4) 3 4 3 (2) 2 2


إن مستفعلن مستفعلن مفعولن لا ينتمي إلا إلى السريع عند الخليل وأتباعه، أما عند المستدركين أمثالنا فهو ينتمي إلى ما قلت ، وهذا يدلك على أن مناهجنا كلها ليست مطابقة تماما لمنهج الخليل. وقد قال صاحب الغامزة ص 187 :"استدرك بعضهم للرجز عروضا أخرى مقطوعة ذات ضرب مماثل لها، وأنشد على ذلك:


لأطرقن حصنهم صباحا ××× وأبركن مبرك النعامه


وكذلك حكوا جواز القطع في المشطور وجعلوا منه:


يا صاحبي رحلي أقلا عذلي


والخليل رحمه الله يجعل هذا من السريع"


ارانا نتحدث عن خليلين لا عن خليل واحد.


هناك خليل التفاعيل والجزئيات كما صوره من جاء بعده


وهناك خليل المنهج والفكر والشمولية


أنت أوسع مني اطلاعا بشكل هائل على تاريخ العروض ومؤلفاته، وما ترسمه من صورة للخليل.


معرفتي بالخليل تدرجت من الطرح التجزيئي السابق ذكره إلى تبلور ملامح لمنهج شامل، إلى افتراض وجود ذلك المنهج ثم الانطلاق من هذا الافتراض إلى التعامل مع الجزئيات من منطلق أنها لا بد أن تأتطر بمنهج محدد بلا تناقض في جزئيات أحكامه لا يمر بالتفاصيل إلا ليحاول إدراجها في ذلك الإطار المنظم المنسجم الممنهج. وصولا إلى صورة جيدة عن 1لك المنهج. وكان المرشد الأساس في ذلك هو دوائر البحور التي ساعدني افتراض وجود منهج للخليل على جمعها في ساعة البحور وهذه الخطوة ذات أهمية موضوعية لم تنل الاهتمام.


تباين الصورة الفكرية بين منهج الخليل في علم العروض والدارج من العروض – مع الاتفاق الأعم في التطبيق الجزئي المحدود بينهما - ليس قصرا عليهما، فأنت لا شك تدرك ما هو أهم من ذلك بكثير جدا مما اختلفت صورته ومعطياته عن صورة منبعه نتيجة التجزئي والتفتيت والشروح والهوامش وتقديم الجزئي على الكلي لدرجة طمسته كليا أو كادت.


وفي حالة العروض وغيره فإن المفاهيم تتغير حسب تكونها من أي من المنطلقين.


ولا تُـنكَر في مجال العروض الاجتهادات الموفقة كالاجتهاد في نسبة ( لأطرقن حصنهم صباحا ) للرجز، ولكن هذا شيء وتقصد الاجتهاد في كل جزئية لتكون ضمن إطار محدد يمثل منهجا متماسكا منطلقا شيء آخر. ثم إن مجرد النسبة سواء كانت للرجز أو للسريع لا تعني الكثير في المنهج الشمولي إلا بمقدار ترتب أحكام عليها. إن قولك : أما عند المستدركين أمثالنا فهو ينتمي إلى ما قلت ،" أي أن الصورة 4 3 4 3 2 2 2 ( التي اقترحتُ لها تسمية الرسيع حسب نصيحة أستاذي د. خلوف ) تعتبر مزدوجة الانتماء أو بشكل أدق هي الجد المشترك لكل من الرجز والسريع، إن قولك أعلاه قابل للفهم على أنه غير موقفك الذي تحدثت فيه عن البهلوانية. فالشطران:


لأطرق حصنهم صباحا


لأطرقن حصنهم مصبحا


ينتميان للجد المشترك ( الرسيع ) سم كلا منهما ما تشاء.


الأستاذ زهير ظاظا حاله كحال من ذكرت يرى أن مستفعلن مستفعلن فعولن 4 3 2 3 3 2 من مكسوف السريع


الأستاذ ضياء الدين الحسني (المدارس العروضية – ص 231 ) يرى أن مستفعلن مستفعلن فاعلن 4 3 4 3 2 3 من الرجز


ولهذا لا شك شبه في التوصيفات القطرية للذات الواحدة تلك التوصيفات التي أفرزتها سايكس بيكو وسلامة فهمك.


وللموضوع حسب هذا المنظار بقية بإذن الله.