اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د.عمر خلوف مشاهدة المشاركة
أستاذنا الحبيب أبا صالح..

قناعتي تزداد بما يوافق ما اطمأنت إليه النفس، ولك أن تزداد قناعتك بمثل ذلك، ولا خشيةَ البتة على الخليل رحمه الله تعالى من (ظلم) الوافي أو (ظلم) د.خلوف له، فلا بد في المقابل من (عدْلٍ) يُعيد التوازن إلى الأمور.

أراك تتكلم عن (البدهيات) لا (النظريات)..
فَ(1+1=2) في الرياضيات لا تُقارن بِ(/ه/ه//ه=//ه//ه=/ه///ه=////ه) في العروض، لأنها مقارنة جائرة بحق الرياضيات والعروض معاً كما أظن.


ثم من قال إن الآخرين يأخذون بكلّ ما جاء في مناهج العلماء ونظرياتهم؟
فبعد استقرار نظرية نيوتن في الفيزياء، والتي ما يزال الكثير من قوانينها ساريا، جاء أنشتاين لينقض الكثير من تلك المبادئ، كما جاء بعد أنشتاين من نقض الكثير من مبادئ النسبية..
وتلك سنة الحياة في العلم والتطور، فلماذا ندعو الأمّة إلى الإيمان المطلق بكل ما جاء به الخليل، وكأنه وحيٌ منزل!!

أكرر: إن الخليل لم يؤصل إلا البُنى الإيقاعية حتى عصره، حتى عصره.. بل التي وصلت إلى علمه.
وأكرر: إن الخليل بعمله قد أوفى وأفضل..


لكنه على سبيل المثال لم يؤصّل للمنسرح الثاني، ولا (لمتفاعلاتن أو متفاعلانْ) في تام الكامل، حتى وإنْ خرّجْنا هذه الصور على ما قد يوافق البحر أو يوافق النظرية..
وهو لم يستطع البتة أن يؤصّل (للخبب) الذي قيل إنه كتب على وزنه شعراً، فألقى حبله على غاربه، شارداً في ملكوت الشعر السائب.


أستاذي:
هنالك من قد يُجيبك عما يخصّ النحو، لأنني لست من فرسانه، ولا أراك كذلك، ولكنني أؤكد أن باب الاستشهاد في إيقاع الشعر وأوزانه غير قابل للإغلاق.. وإنني لن أوثرَ عبيد بن الأبرص وامرأ القيس على المتنبي ولا شوقي ولا أبي ريشة...

ولا فارقَ عندي بين ما تسميه أنت (موزوناً) من الشعر، وبين ما تسميه (شعراً)، رضي بذلك الأخفش والدماميني أم لم يرضيا به.. فكل ما قبِلته الذائقة العربية بعد الخليل من (خبب) أو (دوبيت) أو (موشح) أو (تفعيلة) هو شعر عربي.. قد يندرج بعضه تحت مظلة العروض الخليلي، وقد يقف بعضه عارياً في الشمس الحارقة!!

فلسطين بلا حيفا ويافا واللد.. مثلٌ من نسج الخيال، ولا علاقة له فيما نحن بصدده
فأنا عندما أرفض بعض نتائج الدوائر لأن المضارعَ لا يُساوي عندي: (مفاعيلن فاعلاتن مفاعيلن)، ولأن المجتث لا يُساوي عندي: (مستفعلن فاعلاتن فاعلاتن)، ولأن المقتضب لا يُساوي عندي: (مفعولاتُ مستفعلن مستفعلن)، ناهيك عن المديد والسريع.. وأتحدى من يُثبت ذلك..
اقول: عندما أرفض هذه النتائج الوهمية، التي فرضتها النظرية، فإن الشعر العربي لن يفقد المضارع ولا المجتث ولا المقتضب كما فقدت فلسطين حيفا ويافا واللد..
وذمّ الدوائر عندي لن يهدم عروض الخليل ولا الشعرَ العربي إلا في أوهام (المدرسة الأرقامية) كما أظن.

حفظك الله لأخيك
وأسبغ عليك من السداد والتوفيق ما يرضيك ويُغنيك

بارك الله فيك أخي الحبيب وأستاذي الكريم أبا عاصم

حوارنا هذا مفيد وقد استوفى فيه كل منا ما لديه.

وفائدته في موضوعية الاختلاف التي تزيد الود بين المختلفَين لا تقل عن فائدته العلمية.

وما كان ليبلغ غايتيه هاتين لولا علمك وحلمك وأدبك وذوقك.

حفظك ربي ورعاك.