بدهيات الخليل أبعاد الفضاء العروضي :
ما هذه البدهيات؟
يقول الأستاذ خشان : " هناك بدهيات في عروض الخليل لم ينص عليها أحد ولكنها مفهومة منه بالضرورة . وتغيب هذه البدهيات عن ذهن من يأخذ تفاعيل الخليل بمعزل عن نهجه "
لكن من ذا الذي درس نهج الخليل قبلك يا أستاذ خشان وكان له أن يؤطر البدهيات ثم يقول " بدهيات الخليل أهم من قواعده " ؟ وهل كان لهذه البدهيات أن تغيب عن ذهن أحد لو كانت مفهومة بالضرورة كما هي المسلمات ؟ في الحقيقة . . كان علي أن أتساءل :
من أين تستمد هذه البدهيات قوتها كي ترسم الحدود لنهج الخليل فتلفظ من خالفها خارج نهجه وتؤوي من التزم بها داخله ؟
طيب . .فلنناقش مصادر قوة هذا الادعاء بالقياس إلى آلية التحليل الرياضي . فإذا كان الأمر كما يدعي الأستاذ خشان فإن أية إحداثيات عروضية لن تنتمي لعروض الخليل إلا بتحقيقها للشروط الأربعة التي تحددها البدهيات . وهذا يعادل الادعاء بأن تلك الشروط الأربعة تحدد أبعاد الفضاء العروضي عند الخليل بالقياس إلى الفضاء الديكارتي فهل هو فضاء بأربعة أبعاد ؟
1 -البدهية الأولى تقول : " لا يمكن أن يتجاور أكثر من ثلاثة أسباب 2 2 2 " فما معنى ذلك ؟ معناه أن أقصى مسافة أفقية بين وتدين تقطعها في حركتك الأفقية على محيط دائرة هي 2 2 2 في نظام الخليل . فأضيق الدوائر تلك التي لايتسع محيطها إلا للعدد 2 كمسافة عرضية بين وتدين وهي دائرة المتفق . وأكثرها اتساعا للمسافة العرضية دائرة المشتبه التي تمتلك 2 +2 +2 = 6 . وبما أننا نتحدث عن المسافة الأفقية العرضية على محيطات الدوائر فلنعتبر هذه البدهية محددة للعرض كأحد أبعاد الفضاء الخليلي .
فهل ثمة طول وعمق ؟
2 - هناك بدهية ثانية قد تحدد الطول . تقول : :" لا يزيد عدد المتحركات المتجاورة عن أربعة متحركات
" فكيف تحدد هذه البدهية الطول كأحد أبعاد الفضاء الخليلي ؟ الجواب : تفعل ذلك بما تمنحه من خيارات الزحاف المرتبطة بموقع السبب على محور معين . فإذا وقفت في في موقع سبب ما على محيط الدائرة دون أن تتحرك أفقيا يمينا أو يسارا و كان لك خيار في أن تتحرك وفق المحور الأمامي الخلفي متقدما أو متراجعا فذلك يعني أنك تتحرك وفق بعد واحد هو بعد الطول . فبناء على خصائص موقع ذلك المحور حيث تقف في تلك الدائرة لك أن تتحرك بالمفاضلة بين خيارين أحدهما المقطع الطويل 2 للسبب غير المزاحف ، وبهذا تتقدم للأمام والآخر المقطع القصير 1 للسبب المزاحف وبهذا تتراجع للخلف . كما في تقدمك في موقع السبب الأول من مفاعيل 3 2 1 في المضارع والذي احتفظ بطوله بسبب تراجعك للخلف في موقع السبب الثاني من التفعيلة نفسها ، ولك الخيار في المفاضلة بشكل معاكس في حالة مفاعلن . لقد بنى الخليل قوانين المراقبة والمعاقبة والمكانفة على هذه البدهية لكن الرقمي حدد طول المقطع بخيارات الزحاف الواجبة أو الجائزة للسببين الأول والثاني من التركيب 2 2 2 في دائرة المشتبه أو في التركيب 2 2 حيث يرد في بقية الدوائر وفقا لخصائص المحاور فقط . وكل ذلك كان بهدف تحاشي تجاور أربعة متحركات . فهذا الخيار الزحافي لتطويل أو تقصير السبب تحاشيا لتجاور أربعة متحركات يضيف بعد الطول للفضاء الخليلي وكلا البعدين السابقين يختصان بتحديد معطيات كل دائرة على حدة . وهما يعملان كبعدين لمستو واحد دائما فهما الطول والعرض بالضرورة .
فأين البعد الثالث في الفضاء الخليلي ؟
3 -بدهية المتنافيين : تقول هذه البدهية "لا يجتمع السبب الثقيل )2 ( في الحشو مع وجود التركيب 3 2 3 في أي جزء من الشطر أو مع وجود 2 3 في أوله ". تخبرنا هذه البدهية عن وجود قطبين متباعدين لن يلتقيا أبدا في مستوى دائرة واحدة التركيبان 2 3 و 3 2 3 والسبب الثقيل فالتركيبان 2 3 و 3 2 3 من الجهة السفلى يقعان في دائرة المتفق بدءا وهي الدائرة الأولى أ في ساعة البحور ويمكننا اعتبار وجودهما بدءا من هذه الدائرة قطبا سفليا .فبدءا منها لن تعثر على سبب ثقيل ، لن تعثر عليه لا مجتمعا مع تركيبي القطب السفلي ولا بمفرده وأنت تتحرك صعودا إلى مستو أعلى في دائرة المختلف حتى ينقطع مجال القطب السفلي ، وصعودا إلى مستويي دائرتي المجتلب ثم المشتبه لن تعثر عليه حتى تصل إلى دائرة المؤتلف وهي آخر دائرة في ترتيب ساعة البحور فهنا فقط وفي أعلى مستويات الساعة ستجد السبب الثقيل ممثلا القطب العلوي لمحور العمق من مستوى دائرة المؤتلف . .ولعل هذا يدل على شرعية وجود دائرة المؤتلف في المحيط الخارجي لساعة البحور كاخر دائرة ه وهو ما انتقدته سابقا. فأنا أتراجع عن نقدي السابق وأشدد على أهمية موقع دائرة المؤتلف في المحيط الخارجي للساعة . إذن ، فقد حدد هذان المتنافيان أحد الأبعاد الأربعة في فضاء النظام الخليلي وهو العمق أو الارتفاع .

4 - ويبقى أن نبحث عن البعد الرابع لهذا الفضاء في ما تبقى لنا من البدهيات وهي البدهية القائلة : "لا يلتقي وتدان أصيلان ." ودعونا نتساءل أولا : ما البعد الذي ستضيفه هذه البدهية ؟
ولماذا لايلتقي وتدان أصيلان ؟ ؟ بل لماذا نقبل أن يلتقي سببان وثلاثة أسباب ولا نقبل التقاء وتدين أصيلين ؟
حسن . . ما أستطيع إدراكه أن هذه البدهية تشترط قاعدة التناوب
بين الزوجي والفردي على أن لا يتجاور وتدان أصيلان دونما مسافة فاصلة من الأسباب بينهما .
وأريد أن أنقض الشرط فأفترض حدوث تجاور لوتدين أصيلين . فما هي النتيجة ؟
لنتذكر السؤال : ما الذي يميز الوتد عن السبب ؟
الزمن هو الجواب . نعم وهذا هو البعد الرابع الذي تضيفه هذه البدهية لفضاء الخليل .
لماذا ؟
. . يتبع بإذن الله
وكل عام وأنتم بخير