بسم الله الرحمن الرحيم
في ظلال سورة يس - 2
د. ضياء الدين الجماس
"ياسينُ" نبضٌ بها الأوداجُ كَمْ خَفَقَتْ = دفاقةَ النبعِ أنهاراً وما نَضَبَتْ
في القلبِ منبعُها كالبحر في مددٍ = تُلقي لآلئَها كالشمس ما انْكدَرَتْ
تشعُّ نورَ الهدى لا ينطفي أبدًا = إذ خاطبتْ أحمدَ الهادي به ابتدأتْ
تاللهِ أنتَ رَسولُ اللهِ أرسَلَهُ = على صراطٍ قويمٍ فيهما نزَلَتْ
والنجمُ والشمسُ والأقمارُ شاهدةٌ = والشفْعُ والوَتْرُ تكريمًا له شَهِدَتْ
قَصَّتْ لنا قَصَصَ الماضين من أُمَمٍ = قَدْ صَوَّرتها لنا في صورةٍ وَمَضتْ
(واضرب لهم مثلاً أصحاب) قريتهم = إذ جاء أصحابها في دعوة ظهرت
إنّا لكمْ رُسُلٌ من واحدٍ أحَدٍ = لا أجرَ نسألُكمْ لكنها سخطتْ
إثنانِ كُفّا فمدَّ الحقُّ ثالثَهُمْ= لكنَّ قريتَهُم فيما دَعَوْا نَكِرَتْ
إذ قال قائلها بل إنّكُمْ بَشَرٌ = إنّا سَنَرْجُمُكُمْ رَجْمًا وقد كَفَرَتْ
لـمّـا بدا كفرُها والجرمُ يلبسُها = حَلَّ العذابُ بها بالصّيْحةِ اندَثَرَتْ
(يا حسرةً) لازمَتْ قومًا إذا كفروا = دنيا تُكبِّلُهم والحسرةُ ابتَهَجَتْ
عن بعثِهم غَفلوا والموتُ ينظرُهُمْ = ألـَمْ يرَوا أرضَهم من موتها انبَعَثَتْ؟!
بالقطر يحيا الثرى والله ينبِتُه = تُحيا البذورُ به إنْ نفخَةٌ نُفِخَتْ
جنّاتُـها أزهَرَتْ طابتْ دَواليَها = والناسُ تأكلُها طيبًا ألا شكَرَتْ؟!
موتى الورى مثلها في الأرض بذرتُهم = يوم النشورِ غدًا من تربها نَفَرَتْ
ما آمنوا بالذي يوماً سيبعثُهم = شكٌّ يراودُهم في النفس إذ سألتْ
إذا رميمُ العظامِ انحلّ في تُرَبٍ = فهل تعاد لها الأرواح لو فَنِيتْ ؟
سبحان ربي الذي بالعقل نعرفه = ألا ترى أنّها من موتها بُعِثَتْ؟!
من أين منشؤها ؟ أليس من عدمٍ ؟ = منْ رمِّةٍ تنشأ الأخرى ولو بَلِيَتْ
يوم الحساب أتى والناسُ ناظرةٌ = نِعْمَ الموازينُ في كفّ التُّقى رَجَحَتْ
محمدٌشافع يعلو المقامُ به = يوم النشور وإذ بالخلق قد حُشِرَتْ
سبحان مَنْ ملكوتُ العرشِ في يَدِهِ = بنفخةِ الصّورِ أرواحُ الورى رَحَعَتْ
التعديل الأخير تم بواسطة {{د. ضياء الدين الجماس}} ; 12-28-2016 الساعة 12:44 PM
واتقوا الله ويعلمكم الله
والله بكل شيء عليم
المفضلات