رسالة في حب الله ورسوله
د.ضياء الدين الجماس

بانَ الحَبِيبُ وخَفـْقُ القَلْبِ حاديهِ ...نِعْمَ الشَّـفيعُ الذي جادتْ مآتيـهِ

لُقْيَاهُ كالنور ما أحلى بشاشَـتَهُ ...والعَـينُ كَحْلى وما أحْلى مآقيـهِ

كم زارَ رُوحي ويلقـاني بِطَلْعَـتِهِ ...أنسى الوجودَ ولا أنسى مَلاقـيهِ

نورُ الهـِدايَةِ في كَوْنٍ وفي مـلأ ...يدعو لـحَقٍّ، وحَـقُ الله دانـيهِ

يَرْضَى لكم حبَّ آلِ البيتِ مَطهَرَةً ...نِعْمَ الأصولُ من الأشرافِ ماضيهِ

والصَّحْبُ من خيرِ خَلْقِ اللهِ كُلِّهِمِ ...نِـعمَ البِطانَةُ بـالتقوى تُآخيـه

فـي حُبِّهِ قِـيَمٌ تَـزدادُ تَكرمـةً ...تلْكَ المـحَبَّـةُ مَرْضـاةٌ لباريــه

حبُّ الإلهِ من البشرى لذي خُلُقٍ ...يأبى الدَّنِـيَّة من دنيا تُـناديـه

يُساهرُ الليلَ في ذِكْرٍ وفي سَـهَدٍ ...يخشى ذنوباً مَضَتْ والقلبُ راثيـه

هذا الحـنين وذا الإشفاق أرَّقَنِي ...من يومها ضَلَّ دِمعي عن مآقيـه

وبِتُّ أروي خدوداً في الهوى ذَبِلَتْ ...واللبُّ قَفْرُ الندى يرجو سواقيـه

ربٌّ رحـيم ولا تأخذْهُ مِنْ سِنَةٍ ...مليكُ ذا الكونِ لا تخفى مَثانـيـه

إنْ تجْعَلِ اللِّينَ في قلبٍ لذي رَحِمٍ ...وذي الـحَوائجِ كي ترجو مَرَاضيهِ

يُـنْقذْكَ من كُرَبٍ يَحفَظْكَ مِنْ سَقَمٍ ...مَنْ يَـدْعُ رباً فلا تُخشى توالـيهِ

مستمسكاً بكـتاب الله في كَزَزٍ ...منْ يرجُ قُرْباً فـما الرحـمنُ قَاليـهِ

إن تُخْلِص القلبَ ياداعٍ له وَجِـلاً ... يُجِبْكَ ربٌّ ومن أعلى مَعـاليـه

باتت بقَـلْبي أَمَانٍ صِرْتُ أطلبُـها ...حبُ الرسولِ وحبُّ اللهِ عالـيهِ

أكْـثرْ دُعاءَك تَلْقَى من إجابَـتِه ...نِعْمَ الـمُجيبُ فلا تَفْـنى مَـعاطيه

قَرَضْتُ ذا الشعرَ واهتاجت به قِيَمِي ...وقلتُ يا قلبُ قُمْ واقطف دواليه

هذا دُعائي وذا الإخْـلاصُ طابِعُـهُ ...عُنْوانُ ربي : مُجيبُ الدَّاعِ كافيه

أنت الـمُجيبُ وعُـنواني لَتَعـرفه : ...عَـبْدٌ مُطـيعٌ مُحِبُّ الله راضـيه

يرجو الإجـابة من ربٍّ له كَـرَمٌ ... فكُـل ذَرٍّ من الأكـوانِ عاطيـه

ربٌّ عَـفُوٌّ إذا ما العبد طاوعَـهُ ... تأتي الإجـابَةُ فـي لـَمْحٍ تدانيه

والحمد لله رب العالمين