قصة داود عليه السلام
د.ضياء الدين الجماس

جالوت في جيشه يـختال جرارا ... جند مؤلفة تـجتاح أغوارا

طالوت ناصبه جند له صدقوا ... وجاوزوا نـهَرَاً من قلَّةٍ حارا

من مائـِهِ شَــــرِبوا غرفاً بـملْء يَــدٍ... طوعاً لقائدهم زادوه إصرارا

داودُ نازلـهم مقلاعه قَـتَلَتْ .. جالوتَ قائدَهم وانـهالَ مِغْــوَارا

والنصر حالــفَه من بعدها انتصروا ... والله ملَّكَــهُ عرشاً وأسرارا

أتاه مـَمْلكة في عزةٍ حَكَمَتْ ... في حِكْمَةٍ سَطَــعَــتْ عدلاً وأنوارا

فصل الخطاب بدا حقاً لسامعه ... مزماره صدحت لـحناً وأشعارا

هذا خليفته في سره زبُــــرٌ ... والوحي رافَـــقَــه يأتيه أطوارا

جبالــه سَــبِحَت حباً بـخالقها...والطيرُ صادحةٌ تأتيــه أطيارا

جَــلَّتْ عبادتـــه في صومه سنن ... يأتي مناوبة صوماً وإفطارا

تاريـخه عَجبٌ زاغت بـــــه كتب ... في عشقه نسبوا صحفاً وأسفارا

لكنـــه طاهر، وجُلُّها كذب ... والله بــرأه صـــدقاً وإقــــــــرارا

في مـحنة ذكرت والله منـْزِلـها ... في وحيها حكمة زادته إبصارا

محرابَـــــه دخلا شخصان واحتكما ... في قلبه فزع غشاه إنظارا

هذا أخي عَزَّني ترعى له غنم ... لي نعجة رامها رعـياً وإصرارا

"لا تقبلنْ أبداً فيها مـخادعة" ... والله عاتبه وحياً وإنـــذارا

ناداه فاحكم بعدل أنت رائده...إياكَ من عَجَل يرجُــمْكَ أحجارا

فَخَرَّ من ذنبه مستغفراً وجلاً.... زلفى لـخالقه رباً وغفَّارا

داودُ عبْدٌ عَلا في ذكره سُطرت ... أذكار بارئه غيثاً وأمطارا

في موته عِــــبَرٌ والنفس ساجدة... والله قابضها آتاه أنوارا

والخلق شيعه والطير ظلله... في يوم قائضة حباً وإيثارا

والحمد لله رب العالمين