في يوم ثَلْجِيٍّ
د.ضياء الدين الجماس

أُحِسُّ بدفْءٍ وذا الثَّـلْجُ حَوْلِي...وطيفٌ مِنَ الشمسِ يُبْهِجُ قلبـي

رداءٌ نصيعُ البياضِ طهورٌ... يغطي جبالـي وسهلي ودربـي

وأشجارُنا قَـدْ عَـلاها وِشَاحٌ...وأكداسُ ثلجٍ عَلَتْ فوقَ تُربـي

وغرَّد طَيْر بلحْنٍ صَـدُوحٍ...بأفـقِ السماءِ يطيـرُ بِسْـربٍ

وهذي جُموعٌ الصبايا تغني...وتقذف ثلجاً فَيَسْـقُطُ جنـبي

فأصْبَحْتُ نِدَّاً لـهم في الترامي...بكلِّ سُـرورٍ وعَطـفٍ وحُـبٍّ

وذي طـفلتي ما بَرِحْـتُ أراها...تصارع ثلجاً فيضحَكُ صَحْـبي

تدور وتكـبو بأرضٍ زلوجٍ...كَسَـيْرِ حُـوارٍ ولـيدٍ وعَضْبٍ

أتدري لماذا أحـبُّ الثُّـلُـوجَ؟...أراها عـطاءً مـنَ اللـهِ رَبِّـي

تمُدُّ بحاراً بجوف الأراضي...ففيها حياتي وزرعي ورَكْـبي

فياربِّ حـمداً وشكراً جزيلاً...يُعبِّر عمَّا يجيش بلبي

كانت هذه القصيدة من القصائد التي كتبتها في بواكير هطول الشعر منذ أكثر من عشر سنوات.
عندما هملت السماء بالثلج على مدينتنا الصغيرة النائية في الصحراء. دير الزور (عروس الصحراء- مدينة الشعراء).