في ظلال سورة الكهف
بسم الله الرحمن الرحيم
صاحب الجنَّـتَيْن
د. ضياء الدين الجماس
اضربْ لـَهمْ مثلَ الجُحُودِ سَرابا = فبِطْرفَةٍ أضحى النعيمُ يَبابا
في جَنَّتينِ تشابكتْ بعروشِها = وتناثرتْ ثَمَراتُها أعنابا
من حولها حفَّ النَّخيلُ مُزغرداً = وخلالَـها نهرٌ جرى خَلّابا
ظنَّ الظلومُ بأنّه مَلَكَ الدُّنا = ما لا نظيرَ له فصالَ خطابا
هذا النّعيمُ بدارِ عزّي خالدٌ = لا لنْ يزولَ ولنْ أرى أوصابا
ظنَّ الإلهَ يُـحبّهُ لـِمَزيَّةٍ = وهو السّفيهُ ولا يظنُّ مآبا
حتى ولو بُعثَ العبادُ فحينها = سأفوزُ في جناتها غَلّابا
قال الصديقُ مذكّرًا لرفيقه = وقد انبرى نصحاً وذابَ عتابا
يا صاحبي لا مالَ يغني من لظى = إلا التقى من صالحٍ قد تابا
أكفرتَ بالله الذي خَلَقَ الورى = في صلبِ آدمَ يومَ كان ترابا؟
لكنْ أنا هو خالقي وأحبُّه = ولعلني أدنو له توَّابا
ولعلّ مُلكَكَ قد يغور بلحظةٍ = فَتراهُ حُلْماً عابراً قد غابا
إنَّ النعيمَ لَمحنةٌ لذوي الهوى = من بعدها يُمسي النعيمُ خرابا
لـمّا رأى جَناتِهِ قد أُحرقت = عَرَفَ الحقيقةَ حينها أنْ خابا
ما من نصيرٍ يستردُّ عروشَهُ = فبدا وحيدًا خائرًا مرتابا
وهنا الولاية قد بدت لأولي النهى= الله خيرٌ ناصرًا وثوابا
التعديل الأخير تم بواسطة {{د. ضياء الدين الجماس}} ; 02-06-2017 الساعة 04:29 PM
واتقوا الله ويعلمكم الله
والله بكل شيء عليم
المفضلات