بسم الله الرحمن الرحيم
رواية المشيب
د.ضياء الدين الجماس
شيب الإسلام والنوائب
إن كانَ فخراً فالمشيبُ فخارُ = للمُخْبتينَ مهابةٌ ووقارُ
من شابَ في الإسلام شيبَ مجاهدٍ= كانت له نوراً ونِعْمَ منارُ
والنائباتُ كسُمِّ أفعى في الحشا = تبْيِضُّ منه العينُ والأشعارُ
مع كل نائبة ستُولدُ شيبَةٌ =والنائباتُ تسوقها الأقدارُ
فرؤوس ولدانٍ تشيبُ إذا رأت = رُعبَ الدَّمارِ تصُبُّهُ الأشرارُ
ولقاحهُ صبرٌ يُحَصِّنُ مؤمناً = لا الشيبُ يُرْهبُه ولا الأقذارُ
شيب المشيخ
شيبُ المشيخِ لذي العيونِ مُنَبِّهٌ = يصحو به المفتونُ والمُحتارُ
كزهورِ قطنٍ تزدهي بحقولهِا = نِعْمَ الزروعُ مكاسبٌ ودثارُ
زرعٌ له نورٌ يلألئ في الدُّجى = بجماله قد خُطَّتْ الأشعارُ
في كلِّ لامعةٍ نجومُ مجرَّةٍ = عزٌّ ومجدٌ زاخرٌ ومنارُ
ما دام قلبٌ كالأسود زئيره = لا شيبَ يُضعفُهُ هوَ المغوارُ
زكريا
هذا الذي اشتعل المشيبُ برأسهِ = وَهِنُ العظامِ وقلبُهُ هدَّارُ
نادى المجيبَ بظلمةٍ فأجابه = بُشراكَ عبديَ إنَّني جبّارُ
وأمدُّ مَنْ يرجو العطاءَ بقدرتي = والغيثُ منيَ هاطلٌ مِدْرارُ
بشراكَ يحيى ما جعلتُ له سمِّـيْـ=ياً قبلهُ وهو الفتى الأمَّارُ
والأمُّ عاقرةٌ يزغردُ شيبها= ولدتهُ براً قالت الأخبارُ
العزمُ روحٌ في القلوبِ مداده = إن كان حياً فالمدادُ أوارُ
الرسول وصحبه
ومحمَّدٌ حضَرَ المعارك كلَّها = وبشَيْبهِ أحزابهمْ تنهارُ
فإذا رأى جبروتَه أعداؤه = رعبٌ غزا أسوارَهم ودمارُ
وَلَه الفخارُ بشيبه وقد ازدهى= إنَّ المشيبَ برأسه لَسوارُ
والراشدون برشدهم حكموا الورى =ومشيبهم كشبابهم ثوارُ
فاقوا الأسودَ عزيمة وشجاعةً = برسوخهم قممُ الجبالِ تغارُ
فاقوا المنائر رفعةً بعلوها = من نورهم حلَّ الظلامَ نهارُ
شيب الوراثة
ومِنَ المشيب وراثة بجذوره =فتخصُّ عائلةً لها تـختارُ
فترى الشبابَ كما الكهول شيوخهم= بيضَ الرؤوس كأنَّها الأقمارُ
لا يـَخْضِبون شعورَهم فخراً بها= كشعارِ عائلةٍ ونِعْمَ شعارُ
لا مشيب في الآخرة
والناسُ تُـبْـعث لا مشيبَ برأسها = يوم الحسابِ ستزهرُ الأعمارُ
لا شيخَ يدخلُ في الجنانِ بشيبه = بمزاحه قد قالها المختارُ
مَنْ يدخلون جنانهم جُرْدٌ ومُرْ= دٌ والجفونُ كحيلةٌ معطارُ
بيضُ الجلود لباسهم من سندسٍ = جُعْدُ القوام تحفهم أزهارُ
نورُ الإله يحيطهم بـجنانه = عن نورهم ما زاغت الأبصارُ
بجنانهم ما لا عيونَ رأتْ ولا=أذُنٌ صَغَتْ تجري بها الأنهارُ
فارغبْ إلى الفردوسِ جنَّات المنى = لـمُقَرَّبٍ هي مرتعٌ وقرارُ
لـمُحَلِّقٍ هي مهبط بـمطارها = فيطيرُ في أجوائها الطيَّارُ
يجني العلومَ مرافقاً للمصطفى = وحبيبه ورفيقُه يختارُ
كشفَ الستارَ إلههمْ في طرفةٍ = عرفوه وجهاً إنه السّتَّارُ
صلى الإلهُ على النبيِّ محمدٍ =ما دام يوجدُ في الوجود مَدَارُ
والحمد لله رب العالمين
التعديل الأخير تم بواسطة {{د. ضياء الدين الجماس}} ; 03-14-2016 الساعة 03:05 PM
واتقوا الله ويعلمكم الله
والله بكل شيء عليم
المفضلات