قاموس وبستر: إساءات للعرب والمسلمين

ياسين سويد جريدة النهار


مقدمة :هل أتاك حديث قاموس وبستر وما جاء فيه في تعريف العرب والإسلام؟
نقلت لقراء منتدى العروض مقالين حول هذا الموضوع من جريدة النهار مع الإشارة اللازمة أنني لا ألوم أهل ذلك القاموس بقدر ما ألوم تقاعسنا في أمورنا كافة وعجزنا الشامل حتى صرنا أضحوكة للأمم.

رغم ان الحقائق التاريخية البديهية تؤكد انتساب العرب، كاليهود، الى السامية، استطاعت الصهيونية العالمية ان تستأثر بهذا النسب، فتعتبر كل معاد لها (وهي عنصرية بلا جدال)، او لليهود، لا ساميا، وان تلصق تهمة "اللاسامية" هذه بالعرب، رغم انهم ساميون، مثل اليهود تماما. كما استطاعت ان تشيع مفهوم "اللاسامية" باعتباره "عداء لليهود" في كل انحاء العالم، وفي كل المفاهيم الدولية والعالمية، الى درجة ان الرئيس الاميركي جورج دبليو بوش اصدر، قبل الانتخابات الرئاسية (عام 2004) وتزلفا للناخبين اليهود الاميركيين، قانونا يدين العداء للسامية ويعتبره جريمة يعاقب عليها. وقد سبق للصهيونية ان استطاعت (عام 1994) اقناع منظمة الامم المتحدة بالغاء القانون الذي اعتبر الصهيونية عنصرية (وكان قد صدر عام 1975)، وقد تم ذلك كله بضغط من اللوبي الصهيوني المؤثر في الادارة الاميركية، صاحبة الحل والربط في هذه المنظمة العالمية.

وهكذا نجد، اليوم، ان اي اعتداء على اي يهودي، في كل ارجاء العالم، يوسم، فورا، بتهمة اللاسامية، ويدان، بينما تعمد اسرائيل الى قتل شعب عربي بأسره، هو شعب فلسطين، وتعمد الولايات المتحدة وحلفاؤها الى قتل شعب عربي بكامله، هو شعب العراق، ولا توسم اعمال اليهود، ولا اعمال الاميركيين وحلفائهم ضد العرب، الفلسطينيين والعراقيين باللاسامية ولا تدان.

لقد استكان العرب لهذا التعريف الخاطئ والمجحف لمفهوم السامية، وهم ابناؤها، الى درجة ان اضحت "اللاسامية" سلاحا فتاكا يستخدم ضدهم، بدلا من ان يكون سلاحا يستخدمونه ضد اعدائهم.

ولم تكتف الصهيونية بأن سخّرت الدول الكبرى والانظمة العالمية لمصالحها، في هذا المجال، بل انها استطاعت ان تسخّر العلم والثقافة لخدمة تلك المصالح، فتنفذ من خلالها، الى الموسوعات العالمية، لتزوير الحقائق العلمية والتاريخية لمصلحة الكيان الصهيوني، وهذا ما ارتكبه قاموس "وبستر" Webster الاميركي العالمي الشهير.

يعتبر قاموس "وبستر" Webster من اشهر الموسوعات المعجمية في العالم، وتصدره شركة مريام وبستر Merriam Webster Inc الاميركية، التي كان اسمها في السابق G and C.Merriam Company وتتفرع هذه الشركة عن الشركة الاميركية الام "الموسوعة البريطانية Encyclopedia Britannica Inc".

اما الطبعة الطويلة من قاموس "وبستر" موضوع هذا البحث، فاسمها الكامل: "Webster Thrid New International Dictionary, Unabridged By: Philip Babcok Gove, Merriam Webster وقد صدرت طبعته الاخيرة (الثالثة) في كانون الثاني 2002. بالاضافة الى ذلك، انشأت هذه الشركة موقعا لها على الانترنت باسم: "مريام وبستر اون لاين Merriam Webster on – line تتضمن معلومات مشابهة لتلك التي نجدها في الموسوعة المطبوعة.

وفي ما يلي رصد للمعلومات الواردة في كل من القاموس والموقع المشار اليهما، وهي معلومات تسيء الى العرب والمسلمين، وتزور الحقائق التاريخية بشكل فاضح:

-1 عرّف قاموس "وبستر" في طبعتيه الاولى والثانية، اللاسامية بأنها "العداء لليهود كأقلية دينية وعرقية"، (القاموس، ط2: 61) الا انه اضاف الى هذا التعريف ما هو خارج على كل ما هو حقيقي ومنطقي، اذ جاء في التعريف الجديد للسامية:

-1 العداء لليهود كأقلية دينية وعرقية.

-2 العداء للصهيونية.

-3 التعاطف مع اعداء دولة اسرائيل (القاموس، ط3 ص40).

ونجد في القاموس نفسه، تعريفا للعربي اكثر عنصرية، وبالتالي اكثر عداوة، اذ جاء فيه "العربي: المتشرد، المنحرف، المتسكع، المتسول، الغبي والفوضوي" مع تعريفات اخرى مثل "بائع وتاجر ومتجول" Arab: vagabond clochard, drifter, floater, hobo, roadster, street arab, tramp, vag, vendor ونجد النصوص نفسها، لتعريف اللاسامية والعربي، في موقع الانترنت لهذا القاموس. كما نجد، في القاموس والموقع كذلك، تعريفا للاسلام بأنه يعني "العداء للسامية وللدين اليهودي".

(...) قام السيد احمد العودات، المفوض العام في المكتب الرئيسي لمقاطعة اسرائيل التابع للامانة العامة لجامعة الدول العربية، بجملة من التحقيقات التي اثبتت صحة الادعاءات المنسوبة الى هذه الشركة، مشيرا الى انه تم الاتصال بالشركة فكان ردها: "نتوقع ان نحل هذا الموضوع عندما يتم اصدار الطبعة الرابعة من القاموس الدولي، الذي سيتم خلال السنوات العشر المقبلة". وقد عمم العودات نتائج التحقيق على سائر مكاتب المقاطعة في الاقطار العربية، وذلك في كتاب ارسله الى هذه المكاتب وضمّنه التدابير القانونية الواجب تنفيذها، في مثل هذه الحالة، وفقا لقانون مقاطعة اسرائيل(...).

ماذا علينا ان نفعل، كهيئات للمقاطعة ومقاومة التطبيع في كل الاقطار العربية؟

ان موضوعا بهذه الخطورة لا يترك لمبادرة فردية من المكاتب الاقليمية التابعة لجامعة الدول العربية، رغم ما تقوم به من جليل الاعمال في هذا المضمار، الا انه، لا بد من ان يواكب عملها بنشاط اهلي وشعبي في مختلف الاقطار، وخصوصا على الصعيد الرسمي، وعلى صعيد المثقفين، في كل قطر، ومما يمكن عمله، في هذا المجال:

-1 قيام المراكز والنوادي والجمعيات الثقافية، وكذلك مجالس الجامعات (مجالس الاساتذة ومجالس الطلبة) والجمعيات الاهلية والشعبية، في مختلف الاقطار العربية، بارسال رسائل للاحتجاج (سواء بواسطة البريد العادي او بواسطة الانترنت) الى الناشر، ومطالبته بالعودة عن التزوير العلمي المرتكب، وعما لحق بالعرب والمسلمين من اهانة بسبب هذا التزوير، وذلك حفاظا على "الصدقية العلمية" لمطبوعته.

-2 مقاطعة الطبعة الثالثة وباقي الطبعات من هذه المطبوعة، التي تتضمن تزويرا للحقائق العلمية وتجديفا على الاسلام واهانة للعرب، والضغط على مختلف المؤسسات العلمية والفكرية والثقافية والتربوية بمقاطعتها وتحريم دخولها الى هذه المؤسسات.

-3 الطلب الى المؤسسات الرسمية (وزارات التربية والثقافة والتعليم العالي) في كل قطر، منع دخول هذه المطبوعة الى القطر.

-4 اثارة هذا الموضوع في المحافل والمؤتمرات الرسمية، العربية والاسلامية (مجلس جامعة الدول العربية، المؤتمر الاسلامي)، لاصدار بيانات احتجاج واعتراض، واصدار توصيات لمنع دخول هذه المطبوعة الى بلدانها.

-5 حض المثقفين العرب والمسلمين جميعا، وبصورة افرادية على الدخول الى موقع هذه المطبوعة، على الانترنت، بغية الرد عليهم، ودحض معلوماتهم، واظهار تحيزهم الفاضح الى جانب الصهيونية، وضد العرب والمسلمين.

-6 استخدام اية وسائل اخرى، علمية وثقافية وحضارية، يمكن ان تؤثر في التوجه العام لناشر هذه المطبوعة بقصد تغيير اقتناعاته.

-7 اتخاذ موقع على الانترنت مهمته مراقبة التعديات الصهيونية على العرب والمسلمين، ومحاربتها، ويشرف على هذا الموقع كل من جامعة الدول العربية والمؤتمر الاسلامي مجتمعين.

اننا امام مسألة خطيرة جدا، لا يمكن السكوت عليها، وان تكاتف القوى الشعبية والرسمية، الاهلية والثقافية والتربوية والعلمية، كفيل بأن يوقف المفتري عن افترائه، ويعيده الى صوابه.

----------------

لواء ركن متقاعد