منهج البحث العلمي - للاستاذ الدكتور محمد جمال صقر

كنت قد أرسلت بعض المواد عن العروض الرقمي وما يدور حوله لأستاذي د. محمد جمال صقر، فأرسل لي مشكورا على الإيميل رسالة عنوانها ( منهج البحث العلمي) ورأيت لفائدتها أن أنشرها في المنتدى.
أصل الرسالة ملف (بي دي إف) وقد اعتور نسخها إلى الوورد تغير الضمة والكسرة إلى الفتحة، فحذفت الحركات جميعا، وكل الأحرف مشكّلة في الأصل. كما لحق بعض التشويه بالهمزة وربما سوى ذلك ، فليعذر القارئ.
ورأيت أن أنقل منها بالتدريج ما يتيحه الوقت.
أهيب بأهل الرقمي بل والعروض عامة أن يستعرضوا بعين التقييم والتقويم والنقد ما يرونه في الرقمي وسواه على ضوء ما بينه أستاذي الكريم. وأن يكون بيانه نبراسا يهتدون به في مسيرتهم .

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

ص - 2

"خطة الدكتور صقر "

دعيت قي 24/4/2001 الى المحاضرة في منهج البحث العلمي، فخططت
هذه الخطة المصورة الملحقة، وقدمتها بين يَدي محاضرتي بكلية الآداب من جامعةَ
السلطان قابوس. ثم كلفت بعد ثلاث سنوات تدريس ما يَسمى في دبلوم دار العلوم
"قاعة بحث 4َ"، فلجأت الى خطتي القديمة، وصورتها للطلاب، ثم جعلتها محور
المقرر، أبدأ لهم منها، وأنتهي اليها، وأدور عليها.

وقد كلفت ذلك التكليف ثلاث مرات ؛ فتيسر لي أن أستفيد من تكرار النظر فيَ
تلك الخطة ومن نظر ثلاث فرق من تلامذتي النجباء الذين أتخذوها حنانا يَأوون
اليه، ما لا غنى عنه بالباحثين المبتدئين في علوم الثقافة العربية الإسلامية،َ
ولاسيما علوم اللغة العربية.

وعلى رغم شكلي كل حرف تنبيها على وجه كل كلمة ووجاهتها، تركت العبارةَ
الأولى غير مشكولة "َخطة الدكتور صقر"، تمسكا بدلالة "َ خطة" المضمومة الخاءَ
على التخطيط المعنوي، ودلالة "َ خطة" المكسورتها على التخطيط المادي، ودلالةَ
" خطة" المفتوحتها على عدد ما يَكون ويتوالى من التخطيطات المعنوية والمادية.
**
ص - 5
منهج البحث العلمي الصحيح لا "الرائع"
ما أصرح دلالةَ المنهج على الطريق وقد خططته الخطةَ الملحقةَ، فأما أن
يكون طَريق بحث والبحث حفر فلا يَخلو من تنبيه على أنه كل ما كان أعمق كان
أوصل وأنجح؛ فليس المقام لجمع المعلومات، فما جمعها الا معرفةَ غير منتجة، بل
لتنسيقها وتصنيفها وتنظيمها والاستنباط منها، وهذا هو العلم المنتج.


والبحث المطروح هنا هو البحث العلمي الصحيح المجرب الناجح، الذي تواتر
عليه الباحثون وأيدته تجاربهم، حتى أستطاعوا أن يَميَزوه ويَضبطوه ويعلموه.
أما البحث العلمي الرائع فلا موضع له هنا؛ أذ لا يَعلمه المعلمون، بل يَفاجأ به المتلقون
جميعا معلمين و متعل مين، فإذا أعجبهم، فتمسكوا به، وضبطوه،َ وعلموه فقد روعته! -
وليس أشبه بالبحث العلمي الصحيح من الحصان أ لإنسيَ المستأنس، ولا
أشبه بالبحث العلمي الرائع من الحصان الوحشي المستوحش؛ فلا نركب إلا الأول،
وان أنبهرنا بالثاني!
**
ص - 6

" ابن سبيل "

ربما أهتدى بعض طَلاب العلم الى ما يَلائمه مما يَستطيع أذا ما بذل فيه
وسعه أن يَنتفع به وينفع غيره ويتقدم به الى الأمام في رحلة الحياة هذه الجبلية
الصعبة التي لا تتكرر. ولكن أكثر طَلاب العلم لا يَستغنون عن تنبيه من حولهم أباءً
وإخوة وأساتذة وزملاءَ ...

يولد أبناؤنا بمواهب واحدة معروفة على أختلاف أستعداداتهم بينها، فإذا
نبهوا أو انتبهوا الى ما لهم فيه أستعداد وأعينوا عليه كانت لهم فيه قدرة ثم مهارة ثم
إ بداع ، والا خبت جذوة الاستعداد، و جفت زهرته، وفقدوا مواهبهم فيه من أصلها.
واذا أخطؤَوه الى غيره وأعينوا عليه كانت لهم فيه قدرة، ولم يَكد يَكون لهم
فيه مهارة، واستحال أن يَكون لهم فيه إبداع. ولكناس شوارع مبدع أهم لنا وأفضل
عندنا وأحب الينا من أستاذ جامعات غير مبدع
، ولا سيما في زماننا هذا المفتون
بالقمامات، ولا حول ولا قوة الا بالله !
**
ص - 12
بناء
خام س أصول المنهج التأسيسية بناءَ تتركب فيه صنوف التصنيف بحيث
تستوي بنيانا محكما يَشد بعضه بعضا، على مثل بنيان الباحث نفسه
، يَظل يَدل
عليه ويشير اليه.

إن كل عمل متقن يَعمله الإنسان لا يخلو من بنيَانيَته هو نفسه أي تركب
أجزائه ظَاهرا وباطنا وارتباطها حتى لتُظن كيا نا واحدا صلبا مصمتا، وما ذاك الا أنهأ
بنيان كبنيان الإنسان.

ولا ريب في تفاوت مدركي هذه البنيانية متلقين وباحثين؛ فمن أسرار التركب
والارتباط ما لا يَتيسر لأيَ أحد؛ فلا يقدر أيَ باحث على أضماره في بحثه، ولا يَقدر
أيَ متلق على أظهاره منه.

ولكن لا غنى عن مبادئ المنطق الطبيعي التي يَتمثل بها أيَ شيء أمامنا
بنيانا سويَا بلا أضطراب ولا تنافر ولا تناقض، لا في التحديد ولا في الترتيب ولا فيَ
التهذيب.
**
ص - 14
تبين = الجدة أو النقص
أول فروع المنهج التكميلية الجدة أو النقص، وعلامته التنبيهية تـَبينْ؛ أذ ربما
بذل الباحث من وسعه وعمره، ثم ذهب ما بذله أدراج الريا ح هبا ءَ منثورا، حين يطلع
فجأة أو يتجلى لغيره أنه مسبوق الى مسالته، وأنه إن لم يكن سرقها فلم يزد علىَ
أن كررها أو كدرها!

لقد ينبغي للباحث أن يتبين أولأ أن المسالة التي سيجعل فيها بحثه، جديدة لم يبحث عنها من قبل،
أو ناقصةَ لم يكمل بحثها؛ فإن يستصعبها جديدة يستسهلهأ
ناقصةَ. ولا غنى به في تبين ذلك عن تفتيش خزائن المسائل بالمعاهد العلمية وهي
متاحة الآن ورقيةَ ورقميةَ، ولا عن سؤال أهل العلم المتحققين ال متحرجين.

وان من فطَنة الباحث أن يعثر للمسالة القديمة على وجه جديد يوجهها عليه
ويبحث بها عنه، حتى ليرى المتلقون أن لو لم يبحث بحثه لخسروا عملأ مفيدأ
مهما. وليس أعون له على ذلك من ملتقيات العلوم المختلفة؛ فأكثر الباحثين
مشغولون بالمسائل التي يستقل بها كل علم من العلوم القديمة المستقرة الحدود،َ
فأما مسائل العلوم الجديدة المتح ركة الحدود التي تشتجر فيها علو م مختلفة، فلأ
يصمد لها الا أهل العزم من الباحثين.

**
يحسن هنا الاطلاع على موضوع المنهج واللامنج
https://sites.google.com/site/alaroo...ome/almanhaj-1
**
سأواصل بإذن الله نقل ما يتيسر على رابط الموضوع :
https://sites.google.com/site/alaroo...me/manhaj-saqr