اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة (د. ضياء الدين الجماس) مشاهدة المشاركة
[center][size="5"][color="blue"]مثال تطبيقي

موشحة أبو عبدالله الخطيب
جادك الغيث
جادك الغيث إذ الغيث همى ...يا زمان الوصل بالأندلسِ
لم يكن وصْلُك إِلأ حُلُمًا ...في الكرى أو خُلسة المختَلِسِ

إذ يقود الدّهرُ أَشتاتَ المُنى...ينقلُ الخطوَ على ما يرسمُ
زُمَراً بين فرُادى وثُنًى...مثل ما يدعو الوفودَ الموْسمُ
والحيا قد جلَّل الرّوض سنا....فثغور الزّهرِ فيه تبسـمُ
وروى النُّعمانُ عن ماءِ السّما ...كيف يَروي مالِكٌ عن أنَسِ؟
فكساه الحُسن ثوبًا معلما ...يزدهي منه بأبهى مَلبسِ


ما وجه الشبه بين هذه الموشحة والشعر العمودي؟
لماذا سميت موشحة ؟
هل تعتبر الموشحة بهذا النموذج من الشعر العربي ؟
لما لم أجد إجابة أستنير بها، سأجيب عن الأسئلة بما أعرف :
وجه الشبه بين هذه الموشحة والشعر العمودى ببساطة واقع في الهيكل العمودي العام ، وانتقاء تفعيلة بحر الرمل. وأما التشابه في الهيكل فيرجع إلى نظم الأغصان والأسماط وفق شطرين متساويين، وبكتابتها بهذا الشكل أخذت هيكل القصيدة العمودية.
وأما لماذا سميت موشحة فلأن النظم تم وفق نظم موحد الروي مع تقابله في أغصان الأقفال، ونظم الأبيات وفق روي وقافبة موحدة في البيت الواحد مع اختلاف الروي في باقي الأبيات.
وذلك تشبيهاً بالوشاح وهو نظم الآلئ والجواهر في سلكين اثنين متفاوتين في الهيئة الظاهرة. والنظم هنا وفق الأقفال والأبيات (نظمين متميزين عن بعضهما).
وتعتبر أي موشحة منظومة وفق تفعيلات الخليل من الشعر العربي ، فهي أقرب للشعر العمودي بهيكله وتختلف عنه فقط باختلاف الروي بين الأغصان والأسماط.
أرجو أن يكون ذلك واضحاً وفيه فائدة.