((صرخات))


دَقَّتْ على بابِ الأسى أيَّامي
وتَرعْرعتْ بينَ الضنى أحْلامي

كلُّ الحروفِ تَلعْثمتْ صَرَخاتها
واجْتاحَ سيلُ الحزنِ كلَّ كلامي

إنِّي الوَليدَةُ بينَ أضْرِحةِ الدُّنا
وبِجبِها المكْروبِ باتَ مقامي

صاغَ العذابُ هويتي بِبَراعَةٍ
فغدوتُ خارطةً منَ الأسْقامِ

لا تعذلونــي ..إنَّنـي عَربيَّـــةٌ
كمْ سافــرَ التاريخُ في آلامـــي

إنِّي الطفولــةُ حينَ أجَّ فؤادها
مذبوحةٌ في أمـــة الإســـلامِ

سوريـــــةٌ ليبيــــةٌ مصريـــــةٌ
يمنيـــةٌ بالقــــدسِ باتَ تمامــي

كمْ أطْربتْ أنَّاتُ قهْري زُمْرةً
كمْ مُتِّعوا بصَريرِ دكِّ عِظامي

يتراقصونَ على معازفِ صرختي
يسْتبْشِرونَ بوحْدتـــي وظلامـــي

وأخو العروبةِ بالجهالةِ مُنْعمٌ
ما كانَ يومَ العسرِ بالمقْدامِ

لا خيرَ في رحمٍ تَئنُ جُذورُها
وتُساقُ أفرعها إلى الأوْهامِ

لنْ ينتهي حُزْني ولنْ ينْتابني
أمــلٌ أجــدِّدُه بذي الأقـــوامِ

إني هرمتُ وضاعَ صكُّ براءتي
وتكدَّرَ الوجدانُ مـــذْ أعـــوامِ

وتلاحمتْ خلفي الفواجعُ كلها
وتكدستْ كلُّ الجـــراحِ أمامي

وتناثرتْ كلُّ الأماني منْ يدي
وتعثرت في يأسها أقدامـــي

وعلى دروبِ النصرِ تاهتْ خطوتي
فاخترتُ ظلَّ الصابرينَ إمامي

متكشفاً صارَ الهــوانُ بأمَّتي
وغدا الإباءُ مدثــــراً بغمامِ

هذي لمأساةٌ أسطــــرُ نزفها
فاستيقظوا يا أمَّــةَ النــــوامِ

مهما استباحَ الحزنُ كلَّ مداخلي
لنْ تهزموا بخنوعكـــمْ أقْلامــي

هبة الفقي
28-5-2015