فالحديث هنا عن ترّاب معطوف على جار وكلاهما بشر فهما يفنيان كما تفنى جميع الكائنات ولا وجه لاحتمال كون الكلمة هنا هي التراب الذي نخطو عليه . و ( تَرَبَت ) في هذا البيت فعل ماض وفاعله ضمير مستتر تقديره الدنيا المذكور في بيت سابق من القصيدة نفسها ولكن يظل في البيت خطأ نحوي في عدم نصب المفعول به وهو ( خداه ) .
ما رأي أخي خشان الذي حاول أن يصلح البيت بافتراض حدوث تحريف في كلمة ( التراب ) فاستقام له الوزن ولكن المعنى ظل بعيدا .
الأخوين الكريمين د. عمر خلوف والأستاذ سليمان أبوستة

شجون حديثكما مونقة ولا يمل لكما مجلس

أما عن كلمة (تِرْب ) فهي المماثلة أو المماثل في السن، فكأن الشاعر في مفترض قوله:

أم أين التِّرْب أما تربت ................ خداه أما سكن التربا

يعني : أين الصديق أما مات وتحول خداه (فاعل) إلى تراب أو اكتسى خداه بالتراب

جاء في القاموس المحيط : تَرِبَ يَتْرَبُ تَرَباً :- المكان: كثر ترابُه.- الشيء: أصابه الترابُ؛ [ وهنا كل من المكان والشيء فاعل مرفوع]

وقد قادتني رحلة في الموسوعة الشعرية إلى هذه الأبيات

لعمر بن أبي ربيعة:

فَقالَت لِأَترابٍ لَها اِبرَزنَ إِنَّني…………أَظُنُّ أَبا الخَطّابِ مِنّا بِمَحضَرِ

لابن المعتز:

قالَت لِأَترابٍ خَلَونَ بِها…………وَبَكَت فَبَلَّلَ دَمعُها النَحرا
ما بالُهُ قَطَعَ الوِصالِ وَلَم………… يَسمَح زِيارَةَ بَينَنا شَهرا

لابن المقرب العيوني:

إِذا ما نِساءُ الحَيِّ رُحنَ فَإِنَّها……….لَها النَّظرَةُ الأُولى عَلَيهنَّ وَالعَقبُ
تَحَيَّرَ فيها رائِقُ الحُسنِ فَاِغتَدَت………..وَلَيسَ لَها فيهِنَّ شَكلٌ وَلا تِربُ

ولابراهيم طوقان:
وَثمَ رمانة قَد اِضطَرَبَت ………. وَاِقتَرَبَت تربُها تَحذّرها
تَقول اُختاه تَحتَنا لَهب………يَصهرنا دائِباً وَيَصهرها

لشهاب الدين الخفاجي:

لأنتَ تِرْبُ الغُصْنِ نَشْوانَ إذا………..أدارت السُّحْبُ له خَمْرَ النَّدَى

ولمهيار الديلمي:
نَمى المجدُ منهم كلَّ أغلبَ ناهضٍ………. له الحزم تِربٌ والحسامُ قرينُ

وللدكتور أحمد رجائي في كتابه أوزان الألحان حديث عن الخبب بمصطلحات الموسيقى ( المفصل والموصل ) ما ستكون لي به إلمامة هنا إن شاء الله في هذه الصفحة المشعة بنوركما.