ما بين القوسين [ ...] مني ، وليعذر القارئ طول [ تعليقي ] وتعدده فالغاية ربط الجزئيات بالمفهوم الكلي للرقمي وبيان مدى فائدته في تصوير التفاصيل ضمن نطاق شموليته.

يقول الدكتور أحمد رجائي في الصفحة 87 من كتابه أوزان الألحان :" ولكن يبقى الإيقاع موصلا إذا كانت الأسباب خفافا كلها، ويصبح مفصلا إذا تضمنت سببا ثقيلا واحدا على الأقل محل السبب الخفيف. نظرا لتفاوت المدد الزمنية التي تفصل بين نقرات الإيقاع.

وكان سبق ذلك في ص 66 قوله:" الفاصلة وتتالف من ثلاث متحركات وساكن [111ه= 1 3 = (2) 2 ]، أو من متحرك ووتد [ ظاهري] وقد يحسن أن نقول من متحركين [ سبب ثقيل ] وسبب خفيف .

والفاصلة مقطع أساسي في الشعر فوزنها هو وزن بحر الخبب، وتدخل في البحرين الكامل والوافر، أما في الموسيقى فهي مقطع يمكن الإبقاء عليه أو إلغاؤه واعتباره مؤلفا من سبب ثقيل وسبب خفيف. [ والأدق أن نقول من سبب خببي – خفيف أو ثقيل فهما في الخبب متكافئان – وسبب بحري خفيف.]

ويضيف في ص 68 : " وزحاف الفاصلة في الشعر يكون بتسكين المتحرك الثاني منها وبذلك تتحول ( لِمَلا ) إلى ( لمْلا) [ ودرجت في الرقمي إلى تخصيص تعبير الزحاف لحذف ساكن السبب البحري 2، أما هذا التغيير من سبب خفيف إلى ثقيل أو العكس فهو التكافؤ الخببي في السبب الخببي 2 ] كما أشرنا إلى أن من المسموحات الارتجالية إجراء التبادل بينهما لتساويهما في المدة الزمنية التي يستغرقها كل منهما. غير أن زحاف الفاصلة [ التكافؤ الخببي في سببها الأول ] هو التحول من الثقيل إلى الخفيف [ والقول باعتبار الثقيل أصلا يعني أن الكامل أصل الرجز في صورته 34 34 34 ، وهناك من اعتبر الرجز أصلا له ، والقول بالتكافؤ الخببي يعني أنهما كانا معا أو أنهما بحر واحد ] ويجب أن نعرف أن العكس أي إحلال السبب الثقيل مجحل الخفيف غير مسموح به في الشعر."
ويضيف في الهامش:" ونرى ذلك مباحا عندما يقصد قول الشعر على الإيقاع الموسيقي. وقد فعل بعضهم هذا في قصائد من بحر الخبب، وجملته ( فعِلن) ومنهم نزار قباني في قصيدته المغناة :

زيديني عشقا زيديني ........... يا أحلى نوبات جنوني

ويتجلى ذلك في حركة الجيم في ( جنوني) حيث يقتضي الوزن العروضي أن يكون محلها ساكنا [؟] وقبلها قال نزار في قصيدته المغناة ( قارئة الفنجان):

قالت يا ولدي لا تحزن .......... فالحب عليك هو المكتوبْ

ويتجلى ذلك في حركة اللام في ( ولدي ) وها التصرف منتقد عروضيا [؟] مقبول موسيقيا. وإن المرء ليستحيي أن ينتقد شعرا سحر الجماهير ."

إنتهى النقل.

من انطلق من فهم العروض الرقمي يرى الأمر واضحا كل الوضوح. فالخبب إيقاع مستقل بذاته ولعله جد البحور الذي انطلقت منه جميعا، فهو جد البحور عروضيا وهو جامع مشترك بين أصل الإيقاع الشعري والإيقاع الموسيقي. والتخاب أي التكافؤ بين السببين الخفيف والثقيل في الشعر صنو التماثل فلما كانت كل مقاطع الخبب متماثلة جاز في كل منها، وامّحى التماثل المطلق بين مقاطع كافة البحور وبقي منه تماثل (كبير) بين وحدات أكبر في الكامل هي 4 3 وفي الوافر هي 3 4 ولكن في البحور التي تحوي 32 لم يبق تماثل كبير أو صغير، ولهذا بقيت صفة التخاب في السبب الأول من 2 2 في الكامل والوافر بخلاف السبب الثاني فهو بحري فكل سبب قبل الوتد بحري، وانعدمت صفة التماثل في 22 في بقية البحور ( لأنها تحوي 32 رمز الإيقاع البحري ) إلا ما كان في العجز بعد الأوثق. وما كان من ثماثل البحريين الصرفين المتقارب والمتدارك وهو تماثل ناف للتخاب من أصله لأن كل أسبابه بحرية



وعليه تصبح لدينا الأصناف التالية من الأوزان :

الخبب = 2 2 2 2 2 2 2 2

الكامل = 2 2 3 2 2 3 2 2 3

الطويل = 3 2 3 2 2 3 2 3 2 2

المتدارك = 2 3 2 3 2 3 2 3


السبب 2 ثقيل الزحاف أو لا يزاحف.