ثم ( ص- 295)

وبما أن الزحافات والعلل تؤدي غالبا إلى الإخلال في رموز الأرقام المعتمدة، قام خشان بضبطها من طريق قاعدتين، وذلك على النحو التالي:

1- ( زحاف 22، وبه تنزل إلى الرقم 1 قيمة أحد الرقمين 2 أو كل منهما
2- زحاف 1 3 وبه تجمع على 4 أو 22 ) [ على 4 أو 2 2 ]

وفي إمكاننا أننلمس وهن هذه الطريقة وضعفها، إذ هي تفرض أن المتلقي يستطيع أن يعرف من بين متواليات الأرقام التي حصل عليها أيا منها يدل على الزحاف، وايا منها يدل على السبب الخفيف، الذي يرمز له بالرقم 2 كذلك، وكذا الأمر بالنسبة للقاعدة الثانية. ومع ذلك يوضح الكاتب للمتلقي كيف يفرق بين الأرقام المتشابهة " النوع الأول وهو زحاف 22 مختص بالتفاعيل التي فيها أسباب ، والنوع الثاني هو زحاف 31 يختص بالتفاعيل التي لا تحوي أرقاما زوجية أو أسبابا "، وكأنما يجب على المتلقي أن يتقن العروض الخليلي قبل أن يتعلم هذه الطريقة "

[ خلطت الأستاذة خلطا عجيبا وجانبه الصواب في رأيها عن الكتاب – على علات الكتاب – كيف 31 = 4 ولا يحوي أسبابا ؟ ثم إن إبرازها لصعوبة تمييز المتلقي لأنواع الأسباب – على غموض واضطراب وصفها – يكذبه واقع دارسي العروض الذين تتصورهم مثلها في استغلاق فهمهم لمادة كانت ستفهمها لو أنها درستها مثلهم.
أزداد اقتناعا أنه كلما تجذرت التفاعيل في ذهن ما أحالته أداة طيعة لها يرى الرقمي من خلالها. ويصبح من الصعب جدا التخلص من سطوة التفاعيل على ذهن صاحبها وبصيرته. وإن كانت ثمة فرصة ولو ضئيلة فهي بالتركيز على ضرورة درس المتضلع بالتفاعيل للدورات بشكل منهجي متواصل متدرج]


وغني عن القول: إن كتاب العروض رقميا يتضمن جدال كثيرة، يجب على الطالب إن استطاع القيام بالتقطيع وفقا للقواعد المذكورة- أن يعود إليها. وتكمن غضافة الكاتب في وضع أشكال بيانية لتمثيل البحور بيانيا وعموديا ولتمثيل الزحافات والعلل ولتمثيل صدر بيت بطريقتين . ولم نجد في الأشكال البيانية ما يعول عليه من الناحية التعليمية.

وكنا قد رغبنا في تحليل هذا الكتاب بسبب كم الأخطاء التي يحملها، حيث يرى الكاتب أن هذا البيت من الرجز المخبون الوارد في العقد الفريد يتألف من خمس تفعيلات ومدور:

وطالما وطالما سقى ..... بكف خالد وأطعما
3 3 3 3 3 ...........3 3 3 3 3

ولو كانت طريقة الكاتب المستندة إلى الأرقام في التقطيع أصيلة، بمعنى أنها توصل إلى نتائج صحيحة لتبين له أن البيت مصحف وأن الرواية الصحيحة له هي :

وطالما وطالما وطالما ..........سقى بكف خالد وأطعما
3 3 3 3 3 3 ................3 3 3 3 3 3

[ كلا النصين وارد في كتب العروض وكلاهما مصنوع ليوافق وزنا ما، وحتى لو لم أكتشف التصحيف فليس فذلك خطئي ولا يعيب الرقمي. كما لم يعب ابن عبد ربه الذي ذكر الوزنين:

http://shamela.ws/browse.php/book-23...2144#page-2144
وطالما وطالما سقى ... بكفّ خالد وأطعما

http://shamela.ws/browse.php/book-23...2144#page-2157
وطالما وطالما وطالما ... غلبت عادا وغلبت الأعجما
]

ثم الصفحة 296

وما كنا سنتوقف عند هذا المثال إلا لأجل التنبيه إلى خطورة النتائج التي يقدمها. غذ لا شيء في المقاربة الرياضية التي يفترض أن تكون فائقة الدقة يعين المتلقي على معرفة الصحيح من المكسور، طالما أن الهدف هو الوصول إلى رموز محددة سلفا، وإخضاع إيقاع البيت الشعري – إن لم يكن كسره – للامتثال لقواعد منفلتة من أي ضابط.، وصولا إلى نتائج كارثية على التعليم والبحث في آن معا."

[إن استاذتنا هنا تتصرف بشكل كارثي حقا. فحتى أشد خصوم الرقمي اقتصر اتهامهم له على انه مجرد رموز تمثل تفاعيل الخليل. ولم يقل أحد إنه يقود إلى نتائج مضادة لعروض الخليل. قررت الأستاذة إدانة الرقمي وراحت تكيل له اتهامات غير موضوعية. ومان الأجدى أن تركز على نقد الأخطاء الموضوعية في الكتاب وهي غير قليلة ولكنها تهاجم اعتباطا، والمهاجم بحاجة إلى الدقة والتوثيق أكثر من المؤيد ]

وفي عبارة موجزة، ينشأ التجاه الرياضي في مقارنة علم العروض على مستواه الرمزي والاتجاه التام لمتواه التنغيمي الذي يظهر إيقاع البحور بصورة أجدى [ وكأن التنغيم والموسيقى يستعصيان ليسا أدنى إلى الأرقام من العروض] ونظرا إلى أن المستوى الرمزي بسيط فإنه يوحي بإمكانية تبسيط العلم، ويقع غير العروضيين عادة في هذا الوهم، إذ أن قابلية رمزي الساكن والمتحرك للإبدال برموز أخرى لا حدود لها

[ تمثل آراء الأستاذة التخبيص الذي يقترفه العروضي عندما يخوض علم العروض بأدوات العروض. ليتها تقرأ الفرق بين العروض وعلم العروض :
https://sites.google.com/site/alaroo...lrwd-wlm-alrwd ]

وتوحي عملية الإبدال أن النظام الجديد قادر على مضارعة النظام الخليلي بل على الحلول مكانه.

[هذا عك بحق. ليس من عروض غير عروض الخليل. سواء كان بشكله التفعيلي أو الرقمي. ومقياس نجاح الرقمي في شموليته أن تأتي تفاصيلها متفقة والأحكام التجزيئية التفعيلية. ]


بيد أن تعويض المكونات الإيقاعية من أسباب وأوتاد وفواصل لا ينسجم غالبا مع الرموز الجديدة [ كما تراها بنظارتها المنحرفة] . وهذه هي الإشارة الأولى التي يمكن أن تدلنا على حدود هذه الطريقة، التي تنطلق من نظرة غير سليمة للإيقاع الشعري، إذ تفسره على الامتثال للتجريد. ونلمس ذلك دائما من طرق معالجة الزحافات والعلل التي تحيل على العروض والضرب والحشو، فتظهر عناصر القصيدة أقوى من التجريد. ونتيجة للمعالجة غير الصحيحة للزحافات والعلل تتولد قواعد خاصة لكافة أعاريض البحور وضروبها، تحاول حصر الإيقاع من خلال ضوابط غير مبررة علميا تحيل على تجريد غير نهائي، بدلا من أن توائم التجريد البسيط مع الإيقاع الشعري كما فعل الخليل.

[ التجريد والشمولية مفخرة الرقمي و كلاهما يشكلان طريق التواصل مع فكر الخليل الذي أبدع منهجه المتحكم الضابط لتفاعيله وأحكامها التجزيئية التجسيدية اامفصلة للتطبيق المباشر للشاعر والعروضي والتي حال اهتمام الدارسين بها دون ربطها بالمنهج إلى طمس ذلك المنهج بل ومعاداته كما تفعل الأستاذة هنا]

ولا تشبه الجداول الواردة في كتب الاتجاه الرياضي اجداول التي عرفناها في كتب فترة النهضة من قريب أو بعيد. بل إن المقارنة بينهما تفصح عن أصالة الثانية وضعف الأولى، ذلك لأن الجداول في كتب النهضويين تشير إلى أن الإفهام اضحى هدفا تعليميا يجب التأليف وفاقا معه من أجل تلبية حاجة المتلقي للفهم، بينما تفصح الجداول الواردة في كتب الحداثيين من ذوي الاتجاه الرياضي، عن قيمة متدنية للإفهام، من حيث هي لا تعدو كونها طريقة لبسط النتائج التي يجب الوصول إليها. على نحو يصير الجدول فيه مجرد

ثم الصفحة 297

سجل للمقارنة بين الأرقام، الأمر الذي يفرض على المتلقي العودة إليه باستمرار. أي أن الجدول لا يلبي حاجة المتلقي، من حيث هو لا يلحظها مطلقا.

[كم أتمنى لو أستطيع التواصل مع الأستاذة الكريمة لأحاول إقناعها بدراسة الرقمي في طوره الحالي من دورته الأولى لأمر الذي سيغير من موقفها تجاهه وجعل نقدها لطوره الأول موضوعيا ، وسيبين لها أن دارس الرقمي يفهم في منهج الخليل أكثر من كثير من حملة الشهادات الجامعية في العروض الذين لا يعرف أكثرهم اصلا بوجود ذلك المنهج .]
انتهى النقل.