عندما يجتمع الشعر والعروض والثقافة العامة والبصيرة يكون اللقاء في إباء فيكون كلامها ممتعا والحوار حوله مفيدا

في ذهني سؤال هاميشغلني. موضوع حساس وجريء ولكنه هام .هل القصائد المستقاة أفكارها من مقاطع نثريةتصبح ملكاً للشاعر أو الناظم الذي حوّلها إلى شعر موزون؟ هل يحق له أن ينشرها في ديوان وينسبها له؟
أعتقد أنه يحق له ذلك شريطة أن يذكر الأصل الذي انطلق منه ويستحسن حينها أن يشير للأصل. والعمل هذا أشبه بترجمة الانطباع من شعر أجنبي إلى شعر عربي.
**
وبالمقابِل، هل يحق للناثر الذي كتب النص الأصلي مهما كان ضعيفاً أو ركيكاً أن يزعم بأن القصيدة له؟!
ليست له ، ولكن له فيها دورا بلا شك.
**
هل العملية هي مجرد أن يستوحي الشاعر الفكرة ويقوم بتوليدها شعراً وتكون له مقبولة في العرف الأدبي؟
أراها مقبولة ضمن ضوابط.
**
لقد قرأت منذ زمن بعض المواضيع حول السرقات الأدبية في الشعر العربيالقديم ولكن كان التقليد أشد حضوراً لأن نقل قصيدة موزونة عن قصيدة موزونة قافيةًومعنى مع بعض التغيير الهزيل هو سرقة أشبه بتشويه النص الأصلي.
قرأت موضوعا عن السرقات الممدوحة والمذمومة وسأنقله بإذن الله للمنتدى
**
الموضوع يشغلني لأننا كثيراً مانتفاعل مع نصوص نثرية موحية وجميلة. هل التفاعل معها وتطوير الفكرة لقصيدة موزونة مع استخدام ذات المفردات مسموح؟!
لم لا من حيث المبدأ طالما أن ذلك يتم في إطار ارتقاء وتفاعل ببذل جهد وليس انحدارا.
**
الشعراء الشباب يتأثرون عادةً بشعراء كبار أمثال نزار قباني ومحموددرويش ويقومون بعملية مبتورة ومعكوسة، يعيدون صياغة أفكار محمود درويش أو نزارقباني بلغتهم على أنه قصيدة نثر والتأثر يبدو واضحاً بل ويعتقد البعض بأنه كتبَ شعرالتفعيلة وهو لايعرف شيئاً عن الأوزان... ياما قمت بنقل نصوص نثرية من الشعرالموزون إلى المنثور !!
تجربة وتداعي أفكار وتساؤلات..
الأصل أن التفكيك تفكيك الموزون إلى نثر لا يتطلب جهدا. ولا بد ليعتبر ذلك مقبولا أن يصاحبه إبداع كبير في النثر يبرر التحويل من شعر لنثر.
**
نلاحظ هنا كم جاءالنص الأصلي ضعيفاً رغم شاعريته، وكم جاءت القصيدة متماسكة وشاعرية ومؤثرة. هذه بحدذاتها موهبة ولكن لو لم يجد النص الأصلي في ذات الشاعر بعضاً من صدى روحه، لما تمكنمن كتابه هذه الأبيات الجميلة. أي لايمكن أن يصادف الشاعر أو الناظم نثراً لايشبههأو لايحب موضوعه ويبذل جهداً
في إظهاره شعراً جميلاً للقارئ

أعتقد أن الشعر أسهل من النثر، ذلك أن أعلب ذخيرة الناثر ذاتية. أما الشاعر فإن لغة الشعر بل وأوزان تراكيبه المتواشجة مع اللغة الراقية يمدانه بذخيرة كبيرة تيسر عليه الارتقاء.

عندما ننقل نثرا إلى شعر نلاحظ ذلك ونحس به. كأنما الشعر يقوم بعملية تشذيب ولياقة للنص النثري حينا وتتكبيرا لمعالم الجمال حينا آخر.
لعلي أقوم باستعراض بعض ما رافق نقلي في النص الأخير من هذا القبيل.

يرعاك الله.