اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خشان خشان مشاهدة المشاركة
أسلوبك محل إعجابي أستاذتي.



هل معنى هذا أنك ترين أن الإيقاع البحري سبق الإيقاع الخببي ؟

وما قولك في العلاقة بين الخبب والطفولة ؟ واحتمال أن تسري العلاقة إن وجدت على البشرية في طفولتها .

يرعاك الله.

منطقيا : يجدر بالأبسط بنية وهو الإيقاع الخببي أن يسبق الأعقد بنية وهو الإيقاع البحري ..لكن من المنطقي أيضا وجود جد مشترك لكلا الإيقاعين وهو النثر المموسق الذي يتضمن تراكيب مختلطة بعضها ذات إيقاع خبيي وبعضها ذات إيقاع بحري ثم يتم الفرز والفصل بينها في مرحلة لاحقة بحيث تتشكل ثلاثة خطوط للفرز إحدها للإيقاع البحري والثاني للخببي والثالث للاإيقاع ( النثر ) . وهذا الاحتمال برأيي هو الأقوى وهو الأقرب للواقع إذ يصعب تصور وجود الانتظام غير المسبوق بالفوضى فيما يتعلق بظاهرة عقلية تقوم على شرط التمييز الذهني للبشر بين الوحدات الإيقاعية ...الفرز يتطلب شرط التمييز فإن وقع التمييز فكل الاحتمالات قائمة وبنفس فرصة الحدوث وليس ثمة سبب يمنع وقوعها وبالنسبة نفسها .

الإيقاع الخببي قد يمثل مرحلة طفولة العقل البشري ...بينما قد يمثل الإيقاع البحري مرحلة نضج العقل ...إذا أخذنا بهذا القول فأخشى أننا نلغي بطريقة ما ذلك الاستعداد الفطري في الذهن البشري أو تلك السليقة الموروثة للاستجابة مع مكونات الإيقاع برد فعل متناسق متكامل تجاهها ...أقصد أنه ليس من الضروري أن يكون العقل البشري قد مر بمرحلة طفولة ما في تمييز الإيقاع واستساغته قبل أن يصل إلى النضج الكامل في ذلك ...على سبيل المثال : تستطيع بعض الطيور المعزولة كالحمام مثلا أن تؤدي نغمات ذات إيقاع منتظم موروث دون أ ن تتعرض لعملية التعلم ...فإذا كان الغناء ممكنا بالغريزة والفطرة عند الطيور أفلا يكون كذلك عند الإنسان . .؟ وهكذا فإذا كان البرنامج الوراثي مكتملا وناضجا لتمييز الإيقاع فلا داعي للمرور بمرحلة طفولة لتعقبها مرحلة نضج .