لا يوجد في أبيات العروض الخليلي، وهي ستة، ما يسمى بمخلع البسيط، ولكن البيت السادس من أبياته ، وهو من العروض الثالثة ولها ضرب واحد مثلها، ووزنه:
مستفعلن فاعلن مفعولن * مستفعلن فاعلن مفعولن
شاهده:
ما هيج الشوق من أطلال * أضحت قفارا كوحي الواحي
فالعروض والضرب فيه مقطوعان يجوز خبنهما بالزحاف غير اللازم، ليصير البيت :
مستفعلن فاعلن فعولن * مستفعلن فاعلن فعولن
شاهده:
أصبحت والشيب قد علاني * يدعو حثيثا إلى الخطاب
فإذا التزم الشاعر الخبن في العروض والضرب المقطوعين، وهو التزام غير لازم، سمي الوزن مخلعا. قال صاحب شرح تحفة الخليل: "ونقل عن الخليل والزجاج أنه مقطوع العروض والضرب ولو من غير خبن، وعن الزمخشري أنه مقطوع البسيط كيف ما كان".
هذا ما ورد بشأن هذا الوزن عند العروضيين الأوائل، وهو عند حازم القرطاجني (توفي 684 هـ) "عروض قائم بنفسه مركب شطره من جزئين تساعيين على نحو تركيب الخبب وتقديره: مستفعلاتن مستفعلاتن، وكأنهم يلتزمون حذف السين من الجزء الثاني لأن السواكن في كل وزن إذا توالى منها أربعة ليس بين كل ساكن منها وساكن إلا حركة تأكد حذف الساكن الثالث وحسن الوزن بذلك حسنا كثيرا. فمما ورد من ذلك محذوف الساكن قول علي بن الجهم:
بسر من را إمام عدل * تغرف من جوده البحار
ومما جاء على أصل الوزن قول بعض الأندلسيين :
وحيّ عني إن جزت حيا * أمضى مواضيهم الجفون
وقول أبي بكر بن مجبر:
إن سلّ سيفا بناظريه * لم تر فينا إلا قتيلا
فمثل هذه النون من قوله "إن جزت" مقبولة في الذوق، وإن كان حذفها أخف".