اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سليمان أبو ستة مشاهدة المشاركة
أخي الحبيب خشان
من المؤكد أن الخليل لم يتعرض إلى سيرة هذا المقياس لأنه كان سيكشف له قبح بعض الزحافات كالعقص والوقص التي يزيد فيها الفرق الكمي بين التفاعيل المزاحفة إلى حد معين يؤدي بالبيت إلى ما يشبه الكسر.
ومن المؤكد أيضا أنه سيوفر لنا أساسا رياضيا يوقف جاهلا عند حده من المضي في محاولة استبدال متفاعلن (3.5 وص+ 3 وص + 5 وص) بمستفعلن (2.5 وص + 3 وص + 5 وص) في بحر البسيط. فالفرق الكمي هنا وحدة صوتية كاملة، بينما في حالات الزحاف المقبول لا يتعدى الفرق + أو – نصف وحدة . (قارن ذلك بالزحاف القبيح في الوافر والكامل حيث يبلغ الفرق وحدة كاملة، مما يجعلنا نصفه بالكسر لا الزحاف).

يا استاذي وأخي الحبيب أبا إيهاب

قلة من المواضيع في العروض سببت لي من الإرباك ما سببه لي هذا الموضوع. وتفرد من بينها بما ألحقه بي من ألم إغضاب أستاذتي ثناء صالح وهي درة للرقمي بمعارضتها لي فيه أولا ثم باستيعابها له ثانيا

إلا أني أعتبر محصلته درجة نوعية من درجات الارتقاء بالرقمي.

فرغم تركيزي على التجريد في الرقمي إلا أن تبلور صورته على ضوء هذا الحوار معك ومع أستاذتي وتداعيات ذلك ستجعلني أعيد تنسيق كثير من مخطوطة الطبعة الثانية أو كلها لجعل ما توصلت إليه مضمنا في بنية مادة الكتاب لا مجرد ملحق في فصل خاص.

ودوما أكرر إن جلّ ما أفدته في الرقمي راجع فضله إلى من عارضوني.

فلك ولها جزيل الشكر والعرفان.


وقبل أن أمضي في استعراض كريم ردك، أشير إلى أن د. إبراهيم أنيس قال بمثل قول أستاذتي ثناء. وهو ما سأتعرض له داحضا عما قريب بإذن الله، وما ذاك إلا بوهم تأثير المدة المزعوم على الوزن. وهو آت من التأثر بمنطق اللسانيات الحديثة وفرضه على العروض العربي باعتباره كميا لا أثر للهيئة فيه.
إن تجريد الأرقام من الطول هو صنو الهيئة من جهة ومركزية الوتد من جهة أخرى. وهو ما يهمله أغلب المستشرقين وتلاميذهم كليا في اعتبار المطعين 1 ، 2 فقط دون أخذ الوتد بعين الاعتبار. في حين أن كل العروضيين العرب لا يعرفون ما هي الهيئة وما هو أثرها، لأني بحمد الله أول من أشار إليها، فكان إدراكهم للوتد دون الهيئة مصدرا لخلط كالذي وقع فيه د. إبراهيم أنيس كما سأفصل لاحقا.

أتعمد بعض الاستفزاز لتحفيز بعض العروضيين العرب الذين يتجاهلون الرقمي للقول بأني مخطئ – غير مستبعد احتمال خطئي - والتصدي لما أقوله بالحوار العلمي والحجة. وسأبادر بالتعديل لما يهدونني إلي إن اقتنعت به.
ولست أنت المقصود بذلك فلعلك استثناء في فهم معنى المنهج في الرقمي واهتمامك به وحمله محمل الجد.

إن ثقتي بكلية واطراد منهج الخليل قد أنارت بصيرتي على كل قضايا العروض العربي بشكل يجعلني أقرب للصواب ويساعدني على اكتشاف خطئي بسرعة إذا أدركته أو نُبهت إليه، وذلك لوضوح الحد لدي - بفضل منهج الخليل - بين الذاتي والموضوعي.

والآن إلى مداخلتك، وسأجعلها باللون الأزرق

من المؤكد أن الخليل لم يتعرض إلى سيرة هذا المقياس

ظننتك تقول بأن هذا المقياس لا علاقة له بالعروض . هذا ما فهمته من ردك السابق، فلماذا يتعرض له الخليل ابتداء؟

لأنه كان سيكشف له قبح بعض الزحافات كالعقص والوقص التي يزيد فيها الفرق الكمي بين التفاعيل المزاحفة إلى حد معين يؤدي بالبيت إلى ما يشبه الكسر.


كيف ذلك ؟ أوليس الخليل هو من قال بقبح هذه الزحافات ؟

في (وص+ 3 وص + 5 وص) بمستفعلن (2.5 وص + 3 وص + 5 وص) في بحر البسيط. فالفرق الكمي هنا وحدة صوتية كاملة، بينما في حالات الزحاف المقبول لا يتعدى الفرق + أو – نصف وحدة .

ثمة إشكال هنا ،

كيف يكون الفارق بين مستفعلن 2 2 3 في البسيط ومتفاعلن (2) 2 3 في البسيط كبيرا لدرجة كسر الوزن.
ولا يكون كذلك في الكامل بين متْفاعلن 2 2 3 و(مُتَ)ـفا علن (2) 2 3 ؟؟؟

الجواب بسيط ويكمن في الرقمي في فهم موضوع ( الكم والهيئة) الذي يقوم على تجريد الأرقام وعدم الأخذ بمقاطع اللسانيات الحديثة فهي في العروض العربي مضللة لأنها تهمل الهيئة وتعتبر الشعر العربي كميا فقط .
ويظهر أبشع مظهر لذلك في مفهوم الاهتضام لدى الأستاذ محمد العياشي الأمر الذي حمله على تسفيه الخليل.

حفظك ربي وحفظ أستاذتي ثناء ورعاكما.