أخي الدكتور ضياء الدين
هذا مبحث من كتابي في نظرية العروض العربي يتضمن تفصيلا لأنواع الصوت اللغوي الخاص بلغتنا العربية، أرجو أن يوضح المقصود:
النظام الصوتي:

أنواع الأصوات اللغوية :
يتألف النظام الصوتي للعربية من أربع وثلاثين وحدة صوتية موزعة على النحو التالي :
1- الحركات القصيرة ، وهي : الفتحة ، والضمة ، والكسرة .
2- الحركات الطويلة ، وهي : ألف المد ، وواوه ، وياؤه كما في نحو : نار ونور ونير .
3- أنصاف الحركات ، وهي: الواو والياء لغير المد ، كما في نحو : وجد، يجد،حوض،بيت.
4- الصوامت ، وتشمل باقي الأصوات كالهمزة ، والباء ، والتاء ، ...إلخ .
نسق توالي الأصوات :
تتوالى الأصوات في العربية بحيث يراعى فيها ما يلي :
1- عدم البدء بحركة أو بصامتين متواليين .
2- عدم توالي ثلاثة صوامت .
3- عدم الوقف على حركة قصيرة .
أما عن البدء بحركة ، فلا يوجد في العربية كلمة تبتدئ بالحركة ؛ بل تكون تالية للصامت دائماً . وأما البدء بصامتين ، فكثير من الكلمات ما يبتدئ بصامتين متواليين من نحو ما يرد على صيغة (استفعل) ومصدرها ، كاستقام واستقامة أو ما يرد معرّفاً بلام التعريف كالشمس والقمر مثلاً . ولكي يتلافى العربي البدء في نطقه بصامتين متواليين يورد قبلهما صوت الهمزة المحركة ، وتسمى همزة التخفيف . وأما عن توالي ثلاثة صوامت فهذا أيضا كثير الورود ، ولكن يتم تلافيه بتحريك الأول منها كما في قولنا : الاستقامة . فاللام والسين والتاء ثلاثة صوامت متوالية ، ولذلك لا بد من تحريك اللام بالكسر . وبعضهم يورد همزة التخفيف قبل السين ، وهو ضعيف .
وأما لتلافي الوقف على حركة قصيرة ، فالشائع في ذلك أمران :
الأول : حذف الحركة الأخيرة ، كالوقف على الباء في قولنا : هذا كتابْ .
والثاني : إشباع الحركة الأخيرة ، كالوقف على ألف المد في قولنا : قرأت كتابا .
أنصاف الحركات :
تعتبر أنصاف الحركات نوعاً مستقلاً في النظام الصوتي للعربية لما في طبيعة النطق بها من اختلاف واضح عن النطق بالحركات الخالصة من جهة ، والصوامت من جهة أخرى .
ولما كانت الشروط التي يتحدد بها نسق توالي الأصوات في العربية لا تأخذ في اعتبارها إلا التمييز بين الحركة والصامت فقط ؛ فإن الأمر يتطلب إدراج أنصاف الحركات التي تسمى أيضاً أنصاف الصوامت في واحد من هذين القسمين الرئيسيين .
وعلماء الأصوات متفقون على أن أنصاف الحركات أقرب من حيث طبيعة النطق بها إلى الحركات الخالصة ؛ ولكنهم حين ينظرون إلى الخواص الوظيفية لهذه الأصوات يجدونها ألصق بالصوامت ، ولذلك فإنهم يعتبرونها من الأصوات التي تسلك مسلك الصوامت .
وهذا المسلك هو ما يتيح البدء بنطقها خلافاً للحركة ، وهو أيضا ما يوجب تحريكها إذا توالى بعدها صامتان كما في قولنا مثلاً : اقرأ الكتاب أو اكتب . الواو في ( أو ) نصف حركة متبوعة بصامتين هما الكاف والتاء ، ولذلك لزم تحريكها تلافياً لتوالي ثلاثة صوامت . وهي في هذا المثال أيضا نظير لهمزة القطع في ( اقرأ ) المتبوعة بصامتين هما لام التعريف والكاف .
ولكن هناك حالة نادرة يسلك فيها نصف الحركة مسلك الحركات الخالصة ، فكما يتوالى بعد صوت المد أحياناً صامت مضعّف نحو دابّة وضالّة ، كذلك يمكن توالي هذا الصامت المضعّف بعد نصف الحركة كما في نحو دويبّة ( تصغير دابّة ) وأصيمّ ( تصغير أصمّ ) ، ومع ذلك فالثقل واضح في نطق مثل هذه الكلمات ، ولذلك ندر استخدامها .

https://sites.google.com/site/alaroo...eyyah-suleiman