أستاذي الكريم
تعلمنا منك النظرة الشمولية لتسلسل الأسباب مع الأوتاد والبدايات والنهايات.
ذلك أن اختلاف التسلسل والبداية يدل على كائن مختلف. وله أحكامه الخاصة.
إن من يساوي في الأحكام اعتمادا على تشابه النهايات فقط يلغي النظرة الشمولية لتسلسل الأوتاد والأسباب والبدايات (النظرة الشمولية لكامل الجسم) كمن يساوي بين الحيوانات المتماثلة الرؤوس رغم اختلاف أجسامها.
إن لكل بحر خصوصياته بالاعتماد على شمولية تكوينه. وليس على تشابه نهايته مع بحر آخر.
فكم يتشابه الكامل المضمر مع الرجز ( شبه توأم) ومع ذلك هناك الكثير من فروق القوانين بينهما وأنت أدرى بذلك .
إن ابتداء المتدارك بسبب وانتهائه بوتد يميزه عن المتقارب (الذي يبتدئ بوتد وينتهي بسبب وإن اقتطاع هذا السبب لا يغير من خصائصه) وشتان بين أرض تبتدئ بسهل يواجه البحر ويعلو في نهايتها جبل ، وأرض تبتدئ بجبل يواجه البحر ثم ينحدر السهل وراء الجبل . ومن هنا لا أرى أن المتقارب يأخذ أحكام المتدارك عند تشابه النهاية ، فالبداية مختلفة.
وإن وجود سبب وحيد بين وتدي المتدارك، يميزه عن البحور ذات السببين أو أكثر بين أوتادها. إن اختلاف التضاريس تميز البلدان عن بعضها كما تتميز البحور عن بعضها.
نرجو إعادة النظر بنظريتك هذه.
البحر المتدارك بحر بسيط خماسي يبتدئ بسبب يتلوه وتد. بحر جميل بسيط جداً جداً في تكوينه وتصرفاته ولحنه جميل جداُ إذا صاغته يد فنان متدرب على التعامل معه. ولذلك أرى أنه مناسب جداً لكل من يريد امتطاء صهوة الشعر يشبه الخبب في يسر التعامل معه لكنه بحر وتدي محترم (خامة لينة بيد النحات يصوغها كيف يشاء).
أرجو أن أكون سوياً في منطقي، ووفقنا الله لما يحبه ويرضاه.
ندعو لك بالسداد والتوفيق أستاذنا الفاضل.
التعديل الأخير تم بواسطة {{د. ضياء الدين الجماس}} ; 08-16-2014 الساعة 02:51 PM
واتقوا الله ويعلمكم الله
والله بكل شيء عليم
المفضلات