بسم الله الرحمن الرحيم

أستاذنا الفاضل خشان خشان حفظه الله تعالى

أشكرك على إثرائك لهذه الصفحة التعليمية المتميزة ، فلقد تعلمنا منها الكثير حول الخبب والتخبيب ، وكيف يمكن أن تحتمل القصائد أكثر من وجه. وكنا قد طرحنا موضوعاً مشابهاً عندما طرح موضوع البحر المتدارك وأشكاله والكم والهيئة. وقد نظمتُ قصائد على المتدارك بكل أشكاله ومنها قصيدتي الكم والهيئة وقصيدة الفتنة المسخ ، وذكرت حينها أنها تحتمل الوجهين، المتدارك والخبب.
وهنا تم التعميم على البحور الأخرى بأنه لو زوحفت بعض أسباب بحر ما فإنه قد يدخل البيت أو القصيدة في وزن الخبب مع بقاء الأوتاد سالمة ، وأتينا بأمثلة كثيرة على تلك البحور. ففي مثل هذه الحالات يكون اللحن خببي مع بقاء الأوتاد كما هي .
وحول قولك :

سؤالك (متى يكون الخبب وتدياً؟ كالسؤال متى يكون الربا إسلاميا?
الخبب لا يكون وتديا أبدا .......كالربا لا يكون إسلاميا ابدا
يوافقني على رأيي هذا من يوافقني على رأيي في موضوع المنهج واللامنهج .)


أقول :
أستاذي السؤال مشروع والإجابة مشروعة وللقارئ أن يقتنع بالجواب الذي يجده في نفسه منطقياً مدعوماً بالشواهد التطبيقية.
فسؤالك مثلاً : متى يكون الربا إسلامياً؟ سؤال مشروع وقد أجبتَ عليه أنت بأن الربا لا يكون إسلامياً أبداً .
هذا من زاوية نظرك فيما يتعلق بنوع واحد من الربا. وهو الربا الحرام وله أبواب كثيرة.
وقد ينظر غيرك إلى الجانب الموسع لمفهوم الربا كزيادة وينظر إلى الربا الإسلامي من وجهة نظر الزيادة في الأجور الحلال عند الله تعالى ، وسنده من القرآن الكريم والأحاديث الشريفة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تصدق أحد بصدقة من طيب ،ولا يقبل الله إلا الطيب، إلا أخذها الرحمن بيمينه وإن كانت تمرة فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله.
ولو أجبت أنا على السؤال أقول للربا في الإسلام وجهان حرام وحلال، فأما الحرام فله بضع وسبعون شعبة، وفيما يتعلق منها بالبيع فهو كل زيادة في سعر الحاجة مع زيادة الثمن. وأما الحلال فهو ربا الصدقات بالمال الحلال فهي تربو عند الله بأثمان لا يحددها إلا هو.

والتقسيط الذي اعتبرته حلالا في الإسلام هو ربا في الإسلام في نظر مذاهب أخرى لأنه زيادة في السعر بزيادة الزمن. وهنا يمكننا السؤال المشابه لسؤال الوتد في الخبب ، متى يكون التقسيط حلالاً ؟
الإجابة : متى كان للمباع سعر واحد كان التقسيط حالا فإذا اختلف سعر المباع بتغير الزمن كان البيع في هذه الحالة ربا.
وللإجابة على سؤال متى يكون الخبب وتدياً كانت إجابتك أنه لا يوجد خبب وتدي، وقد ينظر آخر للإجابة بمفهوم آخر فيقول إذا جاءت الأبيات بتقطيع خببي وتحتمل التقطيع الوتدي البحري كما مر في الأبيات ذات الشواهد الكثيرة، فالظاهر اللحني المسموع خببي والباطن التقطيعي بحري في القصيدة الواحدة.
كحالة الحرباءة متى تكون حمراء ؟ عندما يكون محيطها أحمر ومتى تكون زرقاء ؟ عندما يكون محيطها أزرق والحرباءة واحدة.
ما أقصده أن السؤال مشروع ، وتختلف الإجابات حسب الوعاء المعرفي للمجيب. وأستغرب أن لا يشاركنا أحد من أخوتنا وأساتذتنا العروضيين في الموضوع لنلاحظ مدى تطابق واختلاف الإجابات.
أكرر شكري واحترامي لك أستاذنا الفاضل، ونزداد معك علماً دائماً
جزاكم الله خيراً