أشار أخي محمد إلى منتدى ( رواء) ويعني ( رؤى )

سعدت كثيرا وأنا أرى أخي محمد سالم يعبر بجلاء عن مضمون الرقمي بشكل شامل مختصر مفيد، بحيث لم يبق لسواه إلا أن يتحرك في إطار رده.

وفي داخل هذا الإطار أقول:

لقد اتفقنا – أخي محمد سالم وأنا –والباحث الكريم على التفريق بين المتدارك والخبب. ولكننا نضيف أن الخبب مختلف عن كافة البحور. من حيث أنه لا وتد فيه، ولا حذف للساكن. وكل ما فيه هو جواز تحريك الساكن.

بعد الاتفاق على أن الخبب مختلف عن المتدارك ( وفي رأيي أنا وأخي محمد على أنه مختلف عن كل البحور ) هناك طريقتان للتصرف في وصفه.
سلك أستاذنا طريقا تقوم على صياغة قواعد له مغايرة لقواعد البحور ليلحقه بالبحور.
ونحن قلنا هو ليس بحرا ووصفناه على ذلك الأساس.

والاختلاف كما يرى القارئ يعبر عن اتفاق على الواقع واختلاف في توصيفه.
وهذا ما عبر عنه أستاذنا بقوله :

" ولهذه الأسباب نخلص إلى أن هذه التفعيلة – "فاعل " :-
1-إنما هي تفعيلة دخيلة وشاذة عن المتفق عليه من تفعيلات بحور الشعر
2-كما أنها تسبب ارتباكاً – نظريا فقط – للشكل العروضي للأبيات عند تقطيعها

وقد عمدنا إلى استخدام مصطلح " نظريا فقط " هنا , لأن الأبيات في واقعها الموسيقي سليمة الوزن , كما سنلحظ من خلال عرض تقطيع هذه الأبيات في ظل وجود ما أطلقنا على " مجزوء التفعيلة الخببية" في بعض الأبيات الخببية"
فلنستعرض وصف الواقع الذي نتفق عليه في الشطر ( نتخذ الشمس لها تاجا )

نتْ – ( تَخِ )– ذُشْ- شمْ – (سَلَ ) – ها – تا – جا
ولو استعملنا كلا من كلمتي خفيف وثقيل :
خفيف لتعني السبب الخفيف = متحرك + ساكن.......... مثل ... نَتْ
ثقيل لتعني السبب الثقيل = متحرك + متحرك........... مثل ...( تَخِ )
فإن الواقع الذي نتفق عليه في وزن هذا الشطر هو :
نتْ – ( تَخِ )– ذُشْ - شمْ – (سَلَ ) – ها – تا – جا
= خفيف ثقيل خفيف خفيف ثقيل خفيف خفيف خفيف
ثم يبدأ الخلاف لا حول الوزن وصحته بل كما قال أستاذنا حول أمر نظري يدور حول حدود التفعيلة وهو خلاف حول المظهر لا حول الجوهر.

فنحن نقول إن الأصل أن نقول الخبب أسباب خفيفة وثقيلة والتفاعيل وحدودها في هذا المقام وهم فرضه على عقولنا ما رسخ فيها من وهم وجوب وصف الوزن بدلالة التفاعيل لا سواها.

والأستاذ لا ينكر أن الوزن مكون من أسباب ولكنه يضيف لا بد من وجود التفاعيل ولكن بشرط أن تقتصر التفاعيل على نوعين هما ( فعْلُن) و ( فعِلُن)

ولتحقيق هذا الشرط رأى الأستاذ أن توصيف هذا الشطر هو
والشرطة فيما يلي تعبير عن حدود التفعيلة :
خفيف – ثقيل خفيف – ثقيل خفيف – خفيف خفيف
والسؤال هنا منطقي أكثر منه عروضي. وهو: هل التفاعيل غاية أم وسيلة ؟
إذا كان وصفنا أن الخبب ثمانية أسباب خفيفة وثقيلة كافيا لوصف الوزن فما الداعي لحدود التفاعيل مع ما يرافقها من تنظير وهو ما لا يزيد الوصف السابق شيئا بل هدفه الدفاع عن نمط وجود التفعيلة في الخبب بعد تسميته بحرا أسوة بوجودها في البحور الأخرى وعندما يسلك ذلك المسلك بقصد إيجاد تشابه في وجود التفاعيل فيه مع وجودها في البحور نجده يصف التفاعيل وصفا مغايرا لوصفها في البحور فلا تتحول ( فعِلُنْ ) في حشو أي بحر إلى ( فعْلُن) إلا إذا كانت فاصلة وهذا مقصور على الوافر والكامل. وفيهما كل من (فعلُِن = مُتَفاعلن ، مفاعِلَتُن ) و ( فعْلن = مُتْفاعلن و مفاعلْتُن ) فاصلة وليست تفعيلة ( فلا تفعيلة بلا وتد ) مثلما ( لا بحر بلا وتد ) وهكذا نجد أنفسنا مضطرين لوصف التفعيلة وصفا مخالفا لوصفها في بقية البحور بما فيهما بحرا الكامل والوافر من أجل إلحاق الخبب بالبحور، وهذا نقض ذاتي لمحاولة وصف الخبب بالبحر وفرض التفاعيل وحدودها عليه. وهو أمر بدهي بالنسبة لمن يعرف مضمون الرقمي.

تبقى نقطة موضع خلاف وهي تتابع أربعة متحركات في الخبب
وهذه النقطة اتفاقا أو اختلافا لا تستدعي تنظيرا
فيمكن لأستاذنا أن يعبرعن وجهة نظرة – على اختلافنا معه فيها - دون طويل شرح بالشكل المبسط التالي:

الخبب أسباب خفيفة وثقيلة شريطة أن لا يتجاور سببان ثقيلان.

وهذا الوصف يغطي كل ما طرحه في شرحه، وإنما كان هذا بسيطا وقصيرا لأنه يتناول الجوهر وكان ذاك طويلا ويلجأ إلى تعريفات جديدة لأنه يتناول الجوهر مضافا إليه الشكل الذي استغرق واستدعى معظم الشرح إن لم يكن كله.

إن كلام أستاذنا منصب على التفعيلة وحدودها ولو اقتصر الأمر على الجوهر لكفاه – على اختلافنا معه العبارة السابقة . وهذا يؤكد ما ذكرته في مقال طويل

http://alarood.googlepages.com/008-albeeely.htm

عن جناية التفاعيل على فكر الخليل وذلك من صيرورة التفعيلة وسيلة إلى صيرورتها غاية ومن تحول حدودها من مصطلح إلى جدران سميكة إن تكن في البحور إضفاء الصلابة على جدران من هواء فهي في الخبب إضفاء للصلابة على جدران من وهم. فالتفعيلة تعبير في البحور له واقعان:

1- عندما تكون حدود التفعيلة بين سبب ووتد وهو أمر يمكن قبوله لأنه يعطي تعبيرا واحدا عن البحر، كما في قولنا
الرجز = مس تف علن – مي تف علن م- مس تف علن
= سبب سبب وتد – سبب سبب وتد – سبب سبب وتد

2- وأما عندما تكون حدود التفعيلة بين سببين فهذا أمر يفرض قصورا عن رؤية الحقيقة بشمولها لدى الدارس أو الباحث حتى لو كان علما من أعلام العروض العربي كالجوهري. وحتى لا يطول الشرح أعطي المثال الموضح على الرابط :

http://www.geocities.com/alarud/105-...ulwaraqah.html

وكما في منطقة الضرب التي يطول الحديث فيهاا.


كان ما تقدم سواء شرحي أو شرح أخي محمد سالم تعبيرا عن جانب من مضمون الرقمي دون استعمال أي رقم .

إنني أجدد دعوتي للأخ الكريم لدراسة الرقمي وكلي ثقة أنه سيختصر عليه الكثير من الجهد في التعبير عن آرائه سواء وافقت ما نطرحه أو خالفته.

والرابط التالي مفيد في ذلك لمن هو في عجلة من أمره.
http://alarood.googlepages.com/1100_Jalt.htm

يرعاكم الله.