مِرْبَد حماد مزيد

تشرين (1)

تشرين يا منتظرا قدومي
وشاخص العيون في الغيوم ِ

مثلُكَ ما زلتُ في ارتقابٍ
فلا تكن يا صاحبي مُليمي

أنا وأنت في الهوى سواء ٌ
الغابرِ المُعَتّق القديم ِ

ألستَ تنظر السحاب مثلي
وتشتهي صبيبَه السَّجوم ِ

كلانا يطلبُ السماء تهمي
بإذن ساقي الأرض والبهيمِ

هيّا معي ربَّ السماء نرجو
بكل ظنٍّ حَسَنٍ سليمِ

فالله يدري خالص النوايا
وما تصرُّ مهجة الكَتوم

إيّاكَ أنْ تقنطَ من نداهُ
ومن غياث كفّه الكريم ِ

ما خاب مَنْ تضرّعتْ يداهُ
لباعث الأرواح في الهشيمِ
.........................

03 تشرين ثاني 2016

تشرين (2)

تشرين قد تأخّر الشتاءُ
واستيأسَتْ من غيمها السماءُ

ألا تراها الآن يا صديقي
يعمّها النقاءُ والصفاءُ

والشمس للغروب قد تهيّتْ
على خطاها استرجل المساءُ

فاجلسْ قريبا واستمعْ لقولي
لا يلهينّكك َ الذين جاءوا

فالوقت يا مُصاحبي ثمينٌ
أخاف أن يدهمني الِعشاءُ

سأسْبقُ الليلة َ بارتجالي
وقبل أن يُغبّشُ الضياءُ

فالشعر رنَّ في صوان أذني
تحسُّه كأنه نداءُ

عليك أنْ تجيءَ بالقوافي
أما أنا فدَيْدني الغناءُ

فاسرع معي فلَيْلُنا طويلٌ
لنا به بعد المَسَا لقاءُ

يتَّسعُ السّمّارَ إن سهرنا
وإن نعسنا فالدجى غطاءُ

...................................
حماد / قبيل غروب شمس السبت
05 تشرين ثاني 2016

تشرين (3)

تشرين يا منتطرا قيامي
على خطاك قمتُ من منامي

صحوت من قيلولتي ونفسي
بكأس شايٍ مُثْخن القوامِ

علّكَ تدري أنه شرابي
أدمنته وإنه مُدامي

اشربْ معي مدامه هنيئا
بملء فيك ...................
.............................

لا تُنْسني ياصاحبي صلاتي
قلبي سها عنها مع الكلامِ

فالعصر أمسى واقفا ورائي
والمغرب الغريب من أمامي

...............................

09 تشرين ثاني 2016

تشرين (4)
..............................
تشرين ما من أحدٍ سوانا
أنا وأنت هاهنا كلانا

اجلسْ على الكرسيِّ وانتظرني
إيّاك أن تغادر المكانا

أنت أمير القصر في غيابي
ولّيتُك العهد على حمانا

سلّمتك المفتاح فاستلمْه
و السّرْجَ والعِنان والحصانا

عجّلْ فإنّي الآن سوف أمضي
كي استغلَّ الظرفَ والزمانا

إيّاكَ أن ْ تستَطْولَ انحجابي
و يعتريك الشوق بي حنانا

لي عودة ٌ بعد الغروب حتى
أُنْبيك عن خمَّادَ أين كانا
.............................
حماد / ما بين عصر الجمعة ومغربها
11 تشرين ثاني 2016

حصادي من سجال الليلة في روائع الشعر العربي المعاصر :
………………………………..

كما الأسلاف في الأمثال قالوا
بأنَّ الحرب ديدنها سجالُ

دخلت الحرب واسترخصتُ روحي
طواعية ً وقد بدأ النزالُ

وما سيفي سوى قلم ٍبكفّي
ورقعته المحبة والجمالُ

وما حربي سوى سجع القوافي
وساحته التأمّلُ والخيالُ

وما فرَسي سوى الإلهام يأتي
تلقنني إذا استعصى المقالُ

(وما نيل المطالب بالتمني)
ولكنّي عليه ما أزالُ

فما أحلى التّلهّي بالأماني
إذا لمْ يجلبِ الفوزَ النضالُ

سأترك للزمان مصير حظّي
وأرضى كيفما يقضي المآلُ

عساني في غدٍ ألقى جوابا
وإن لم يأتني يبقى السؤالُ

ولستُ على أحرّ الجمر حتى
يُردُّ عليَّ والصدُّ احتمالُ
....................................
حماد /ليل 12 تشرين ثاني 2016

راقبوا مُقْمر الليالْ
وانظروه بطول بالْ

سلَكَ الأفق صاعدا
ككسيح ٍبلا نعالْ

غبّرَ الغيمُ حُسْنَهُ
فتبدّى بغير حالْ

كجريح ٍ أخاله
دَمُهُ في الغمام سالْ

لم أصدّقْ دنوَّه ُ
والكلام الذي يُقالْ

إنه مسرف النوى
مستحيلٌ على الوصالْ

بالمآقي فقط يُرى
من بعيدٍ ولا يُطالْ
……………………………
حمّاد / عند طلوع بدر الاثنين
14 تشرين ثاني 2016

لا سَوْفَ ، بَلْ سأنامُ الآنْ .. والحُلْمُ ينتظرُ النّعسانْ

للنوم قد طأطأتْ عيني .. رموشَها والكرى سلطانْ

............................................

21 تشرين ثاني 2016