مِرْبَد حماد مزيد

حصادي من سجال الليلة الماضية في صفحة
روائع الشعر العربي المعاصر :
………………………………
لقد نأيتُ وما في البال هجرانُ
وها دُعيتُ وفي الدعْوات إحسانُ

وما هجرتُ ولكن قادني سفرٌ
أمشي على قدمي والدربُ وديانُ

سافرت أحملُ في قلبي ودادكمُ
وفي جناني من الأشواق نيرانُ

قد انحجبتُ زمانا عن سجالكمُ
في غربة ما بها للشعر إيوانُ

والآن عدتُ من الأسفار مبتهجا
وفي لساني من الأشعار ألوان

عن رحلتي بعد حين سوف أخْبركم
مهلا عليَّ وللأخبار أزمانُ

عيناي حتى بزوغ الفجر ساهرة
وفي يدِيْ من لذيذ البنّ فنجانُ

لكن خوفي من الأضواء تخذلني
وتنظفي فجأةً والبالُ سرحانُ

وفي ظلام الليالي يختفي أثري
ولا يراني به إنسٌ ولا جانُ

حظي أبات مع الظلماء منحبسا
به رضيتُ ولا يرضاه إنسانُ

في حفظ ربّ العباد الآن أترككم
وقت الرقاد دنا والنومُ سلطانُ
....................................
حماد / ليل 26 تشرين أول 2016

ما بكَ يا تشرين تُقصي النظرْ
عن أعينٍ تشتاق سَحَّ المطرْ

سماؤكَ الجرداء من غيمها
توحي بصيفٍ في الخريف انصهرْ

إلا سحاباً في الفضا تائه
من ساكبات الماء لا يُعْتبرْ

لا يحجبُ الشمس ولا يختفي
نجمٌ توارى خلفه أو قمرْ

ألمْ يَحِنْ وقت انهمار الحَيا
وفي حَيَاكَ يستحمُّ الشجرْ

تشرين لا تحملْ على شاعرٍ
على هوى دمع السماء انْفَطرْ

يحبُّ أن يرى الغدير امتلا
والسيل أطْفحَ القِنى والحُفَرْ

عليك لا أرمي بلَوْمي ولا
لديك عٍلْم في شؤون القَدَرْ

تشرين عفوا يا وئيد الخُطى
ذَرْني كمَنْ أخطأ ثمّ اعتذرْ
.....................................
حماد / 28 تشرين أول 2016
الحيا : المطر

الآن أسمعُ للطيورِ .. شدوا يزقزقُ بالسرورِ
أعطيت آذاني لها .. ويداي تكتبُ في السطورِ

....................................

29 أكتوبر 2016

تشرين (1)

تشرين يا منتظرا قدومي
وشاخص العيون في الغيوم ِ

مثلُكَ ما زلتُ في ارتقابٍ
فلا تكن يا صاحبي مُليمي

أنا وأنت في الهوى سواء ٌ
الغابرِ المُعَتّق القديم ِ

ألستَ تنظر السحاب مثلي
وتشتهي صبيبَه السَّجوم ِ

كلانا يطلبُ السماء تهمي
بإذن ساقي الأرض والبهيمِ

هيّا معي ربَّ السماء نرجو
بكل ظنٍّ حَسَنٍ سليمِ

فالله يدري خالص النوايا
وما تصرُّ مهجة الكَتوم

إيّاكَ أنْ تقنطَ من نداهُ
ومن غياث كفّه الكريم ِ

ما خاب مَنْ تضرّعتْ يداهُ
لباعث الأرواح في الهشيمِ
.........................

03 تشرين ثاني 2016

تشرين (2)

تشرين قد تأخّر الشتاءُ
واستيأسَتْ من غيمها السماءُ

ألا تراها الآن يا صديقي
يعمّها النقاءُ والصفاءُ

والشمس للغروب قد تهيّتْ
على خطاها استرجل المساءُ

فاجلسْ قريبا واستمعْ لقولي
لا يلهينّكك َ الذين جاءوا

فالوقت يا مُصاحبي ثمينٌ
أخاف أن يدهمني الِعشاءُ

سأسْبقُ الليلة َ بارتجالي
وقبل أن يُغبّشُ الضياءُ

فالشعر رنَّ في صوان أذني
تحسُّه كأنه نداءُ

عليك أنْ تجيءَ بالقوافي
أما أنا فدَيْدني الغناءُ

فاسرع معي فلَيْلُنا طويلٌ
لنا به بعد المَسَا لقاءُ

يتَّسعُ السّمّارَ إن سهرنا
وإن نعسنا فالدجى غطاءُ

...................................
حماد / قبيل غروب شمس السبت
05 تشرين ثاني 2016

تشرين (3)

تشرين يا منتطرا قيامي
على خطاك قمتُ من منامي

صحوت من قيلولتي ونفسي
بكأس شايٍ مُثْخن القوامِ

علّكَ تدري أنه شرابي
أدمنته وإنه مُدامي

اشربْ معي مدامه هنيئا
بملء فيك ...................
.............................

لا تُنْسني ياصاحبي صلاتي
قلبي سها عنها مع الكلامِ

فالعصر أمسى واقفا ورائي
والمغرب الغريب من أمامي

...............................

09 تشرين ثاني 2016

تشرين (4)
..............................
تشرين ما من أحدٍ سوانا
أنا وأنت هاهنا كلانا

اجلسْ على الكرسيِّ وانتظرني
إيّاك أن تغادر المكانا

أنت أمير القصر في غيابي
ولّيتُك العهد على حمانا

سلّمتك المفتاح فاستلمْه
و السّرْجَ والعِنان والحصانا

عجّلْ فإنّي الآن سوف أمضي
كي استغلَّ الظرفَ والزمانا

إيّاكَ أن ْ تستَطْولَ انحجابي
و يعتريك الشوق بي حنانا

لي عودة ٌ بعد الغروب حتى
أُنْبيك عن خمَّادَ أين كانا
.............................
حماد / ما بين عصر الجمعة ومغربها
11 تشرين ثاني 2016