الأمل (1)
أملي لو لك َيوماً يظهرْ
هو أكبـــــــر مما تتصوّر
لو تدري هو ظلّي الثاني
وأمامي دوما ً يتبختر
في كلّ طريق يصحبني
ويماشيني لا يتأخَّرْ
لعيوني يترائى دوما
في الوَضَح وفي الليل الأسمرْ
فأراه بصفحات كتابي
وعلى وجه اللوح الأخضَرْ
وعلى طبلية أشعاري
الزرقاء و "شرشفها" الأحمرْ
فيحبُّ الشعر ويرويه
وطوال الليل معي يسهر
يتأمل مثلي في الدنيا
وبخلق الخالق يتفكّر
لا يغفو إلا على ذكرى
ويعيد الماضي يتذكّرْ
هو أملي الأوحد وسواه
أمالٌ فارغة الجوهَرْ
سيظلُّ وفائي يعشقه
ويزيدُ الولَهُ به أكثَرْ
مادمتُ على الدّنيا حيَّا
ومعي عند الموت سيُقْبَرْ
وأراه كما أبعثُ حياً
مبعوثا في يوم المَحْشَرْ
........................
10 يناير 2016
..
الأمل (2)
أملي ذو روحٍ وعيونٍ
وفؤادٍ أبيض كالمرْمَرْ
يعجبه طبعي ومزاجي
وسريعا بهما يتأثرْ
فالقهوة مثلي يشربها
لا وجهَ لها و بلا سكّرْ
والشاي الأسود قطرانا
في قاع الإبريق تخَمَّرْ
وأدخّنُ تبغا ً شاميّا ً
ويدخنُ سيجارا أفخَرْ
ويحبُّ جميع هواياتي
بل منّي يهواها أكثرْ
فيقولُ الشعرَ وينشدُهُ
وبقلمي يكتبُ في الدّفترْ
وكذلك يهوى الموسيقى
ويجيدُ العزف على المِزْهَرْ
وبحدّي يجلس مُلْتفتاً
الآن على جنبي الأيسرْ
ينتظرُ الشمس غداً تأتيْ
بخيال الصبح وقد أزهَرْ
...........................
15 يناير 2016
..
الأمل(3)
وأخيراً أملي هو جبلٌ
عالٍ ذروتُه لا تُبْصَرْ

لو كنتَ تشاهده أعلى
من جبل النَّمرود وأكبرْ

أو كنتَ وصلتَ لِقمّته
سترى منها وادي عَبْقَرْ

وختاما ًيا مَنْ تقرأني
وأراكَ بحَرفي تتدبّرْ

صدّقني من دون يمينٍ
وأنا لستُ عليه مُجْبَرْ

ما جئتُ بأملي أتباهى
أوأبدو لعينيكَ غضَنْفَرْ

وألوحُ برأسي مختالاً
وبغرّة شَعري أتمَنْظَرْ

بل جئتُ لكي تنظرَ أملي
وترى عيناكَ له مَنْظَر

وقنوطي لا يُذْكَرُ شيئاً
لا .. بل هو لا شيئَ لِيُذْكَرْ
............................

17 يناير 2016