صالة المغادرة ,,


لأني معتاد على القلق ,
قلقت أن أتأخر على المطار فيتم الغاء مقعدي ويُعطى لأحد ركاب الانتظار ,
توجهت مبكرا, وصلت قبل موظف الخدمة , كنت قلقا ألا أجد رقم التذكرة على التابلت
وحين وجدته أخيرااا ارتحت ,
لكن وجدت أني نسيت جواز السفر بالمنزل فطلب مني الموظف احضاره بسرعه وأن لا أقلق ورغم ذلك قلقت ..
ذهبت للمنزل وعدت مسرعا كنت لا أزال قلقا وحين سلمته الجواز طبع لي التذكرة ,, وأخيراااا ارتحت ,,
توجهت الى صالة المغادرة لم أكن قلقا ,
لكن تخيلت أني أتخيل أني أكتب مثل محمود درويش وأتخيل مثل محمود درويش وأثناء التخيل قلقت أن أكون أصبحت محمود درويش ,
فتخيلت أني أستيقظ الواحدة والنصف أبحث عن المفتاح لأضيء الغرفة
, لم أكن أرى شيئا لذلك كنت قلقا أن أرتطم بالطاولة فيقع جهازي المحمول وتتحطم الشاشة, مشيت ببطء حتى وصلت المفتاح وأضأت الغرفة .
ولما وجدت جهازي في مكانه على الطاولة ,, أخيراااا ارتحت ,
جلست أمام الجهاز , وكنت لا أزال قلقا أني لست أنا ولكني رأيت محرر الeclipse ,وفيه وجدت رموزا غريبة مكتوبة يبدو أنه برنامج بالبايثون ,
تذكرت أن محمود درويش شاعر يكتب الشعر وليس مبرمج يكتب البرامج علمت حينها أن هذا الذي في الغرفة حتما ليس محمود درويش يبدو أنه شخص آخر ,
ورأيت جواز سفر في السرير الآخر بجانب الامتعة المبعثرة , تصفحته وجدت حروف مطابقة لحروف اسمي وبنفس ترتيب اسمي, فقلت بلهجة محمود درويش "هذا الاسم لي" ,
فتحت الصفحة الثانية وجدت صورة شاب بريء أمعنت النظر اليها , نعم تعرفت عليه هذا الشاب هو انا وهذه الصورة هي لي في عام 2011 حين أصدرت الجواز , يبدو حقا أن هذه الكتلة الضخمة في جلابية النوم هي أنا ,,
شرف لي أن أكون مثل محمود درويش ولكن شرف أكبر أن أصبح أنا الذي رسمته في مخيلتي ,, المهم وأخيراااا ارتحت ,,
تصفحت باقي الجواز لم أجد ختم الدخول للسودان ,, أين ختم الدخول , ألم أصل ؟ اذا أين أنا ,, كنت سأغرق وأشطح في القلق ,
ولكني سمعت النداء الى رحلتي علمت أني كنت أتخيل وأني لا أزال بصاالة المغادرة ,, توجهت لصعود الطائرة ,, وأخيرااااا ارتحت ...
الحمدلله أنا بالطائرة, اقترب موعد الهبوط أضيئت اشارة ربط أحزمة الأمان , كان كل شيء على ما يرام لم أقلق مجددا , نظرت للنافذة لمحت النيل ورأيت الوطن الجميل تذكرت الاهل والاصدقاء والجامعه , تذكرت أني سأذهب غدا وأقابل رئيس القسم بالكلية ويسألني لماذا جئت متأخر 3 أسابيع ,, ومجددا قلقت ...