السلام عليكم

أستاذ محمد :
هذه القصيدة وحيٌ منك أطربني............ قل لي متى يتجلى وحيك الثاني
دام لنا اختيارك الجميل الراقي

سمعت اليوم في إحدى القنوات الفضائية أبياتاً لمحمود سامي البارودي يقول فيها :
وَهَوَّنَ الْخَطْبَ عِنْدِي أَنَّنِي رَجُلٌ .............. لاقٍ مِنَ الدَّهْرِ مَا كُلُّ امْرِئٍ لاقِي
يَا قَلْبُ صَبْراً جَمِيلاً إِنَّهُ قَدَرٌ ............... يَجْرِي عَلَى الْمَرْءِ مِنْ أَسْرٍ وَإِطْلاقِ
لا بُدَّ لِلضِّيقِ بَعْدَ الْيَأْسِ مِنْ فَرَجٍ ................ وَكُلُّ دَاجِيَةٍ يَومَاً لإِشْرَاقِ

فطربت لها ودفعتني للبحث عن درر هذا الشاعر المبدع , وصدق وصفك أستاذ محمد فهو من بدأ حركة الإحياء للشعر العربي الحديث, وأعجبت بمقارنتك له مع صفي الدين الحلي ووجدت له أبياتاً تشبه قول الحلي :

سمَتْ بي إلى العَلياء نَفسٌ أبيّة ٌ......................تَرى أقبحَ الأشياءِ أخذَ المواهبِ
بعزمٍ يريني ما أمامَ مطالبي، ...........................وحزم يُريني ما وراءَ العَواقبِ
وما عابَني جاري سوى أنّ حاجَتي .........................أُكَلفُها مِنْ دونِهِ للأجانِبِ

فلمحمود سامي البارودي أبيات يقول فيها :
سِوَايَ بِتَحْنَانِ الأَغَارِيدِ يَطْرَبُ .............. وَغَيْرِيَ بِاللَّذَّاتِ يَلْهُو وَيُعْجَبُ
وَما أَنَا مِمَّنْ تَأْسِرُ الْخَمْرُ لُبَّهُ ................. وَيَمْلِكُ سَمْعَيْهِ الْيَرَاعُ الْمُثَقَّبُ
وَلَكِنْ أَخُو هَمٍّ إِذا ما تَرَجَّحَتْ ................... بِهِ سَوْرَةٌ نحَوْ َالْعُلاَ رَاحَ يَدْأَبُ
نَفَى النَّوْمَ عَنْ عَيْنَيْه نَفْسٌ أَبِيَّةٌ ..................... لَها بينَ أَطْرافِ الأَسِنَّة مَطْلَبُ
إلى أن يقول :
خُلِقْتُ عَيُوفاً لا أَرَى لابْنِ حُرَّةٍ ............... لَدَيَّ يَداً أُغْضِي لَها حِينَ يَغْضَبُ
فَلَسْتُ لأَمْرٍ لَمْ يَكُنْ مُتَوَقّعَاً ................ وَلَسْتُ عَلى شَيءٍ مَضَى أَتَعَتَّبُ
أَسِيرُ عَلَى نَهْجٍ يَرَى النَّاسُ غَيْرَهُ ............ لِكُلِّ امْرِئٍ في ما يُحاوِلُ مَذْهَبُ

ملاحظة أستاذ محمد : "وحين ذكر "الكبش" عدنا إلى دريد حين قال:
لما رأيت نساءنا.................يفحصن بالمعزاء شدا
وبدت لميس كأنها...................بدر السماء إذا تبدى
وبدت محاسنها التي..................تخفى وكان الأمر جدا
نازلت كبشهمو ولم ................أر من نزال الكبش بدا!

الأبيات كما تعلم هي لعمرو بن معديكرب والتي بدأها بقوله :
يا أَيُّها المُغتابِنا ........... جَهلاً بِنا وَوَلدت عَبدا
لَيسَ الجَمال بِمئزر............. فَاِعلم وَإِن رديت بَردا
إِن الجَمال مَعادن ............. وَمَناقب اورثن مَجدا


وأخيراً , أعجبني قول الحلي :
فقُلْ للذي ظَنْ الكِتابة َ غايَتي، .................ولا فَضلَ لي بينَ القَنا والقَواضِبِ
بحدّ يَراعي أمّ حُسامي علَوتُهُ، .................وبالكتُبِ أردَيناهُ أمْ بالكتَائِبِ

فلا تعارض بين الأدب والبطولة مع أن الناس تظن ذلك وللبحتري أبيات مدح فيها بني الجراح يقول فيها :
وَرِثوا الكِتابَةَ وَالفُروسَةَ قَبلَها............. عَن كُلِّ أَبيَضَ مِنهُمُ وَضّاحِ
كُتّابُ مُلكٍ يَستَقيمُ بِرَأيِهِم ................ أَوَدُ الخِلافَةِ أَو أُسودُ صَباحِ
بِصُدورِ أَقلامٍ تَرُدُّ إِلَيهِمُ .................. شَرَفَ الرِياسَةِ أَو صُدورِ رِماحِ

بوركت أستاذ محمد