وهل تحسينَ ما بي من منىً شغلت
جفني عن النومِ أو تدرينَ ما أجــــــــــدُ

مشتتٌ في دنا بالهمِّ قد خلـــــــطت
ومتعبٌ من بــــــــــــــــــه الآلام تنفردُ

أينَ التي تبسم الأيام عن فمهــــــا
أينَ التي تضحك الآمــــــــــــال إذ تردُ

أين التي عن هواها اليومَ تخبرني
من قبل لقيــــــــــــــــاكَ كان الهم والنكدُ

أين التي أشتهي يوماً معاتبةً
فتنثر الدمع والكفـــــــــــانِ ترتعــــــــد

أين التي طيفهـــــا في النوم يغمرني
كأنها غيمةٌ في الجـــــــــــــــــفن تنعقدُ

أين التي لم تزل من ألف ليلتها
للآنِ بين مطاوي النفسِ تتقدُ

أين التي تضع الأزهارَ في شفتي
وخصرها في يدي قد راح يتئدُ

أين التي تورق الأحلام في يدها
وبالمنى حلوةٍ أيامها تعدُ

أين التي نحوها الأقدامُ سائرةٌ
وكلما قلت قد وافيت تبتعدُ

أين التي كلهيب الجمر تحرقني
وساعةً عاصفُ الأنواءِ والبردُ

أين التي ضربت لي يوم موعدها
وكم أقول إذا لم ألقها فغدٌ

أين التي كم أرى من دونها أملاً
حلواً به الروح كم تلقى وكم تجدُ

أين التي لم يدر مذ صرت أعشقها
على سواها مع الأيام لي خلدُ

أين التي لم أزل أهوى مطالعةً
لإسمها ولذيذ النومِ يبتعدُ

فهل تحسينَ آلامي معذبتي
أو تشعرين بحاجاتي متى تفدُ

منىً بها النفسُ قد راحت مغردةً
قد انقضت دونها الآماد والمددُ