أنتِ لي يا ملاكَ قلبي وروحي
وهواكِ الجميلُ أقصى طموحي

تبْذرينَ الأنوارَ فيَّ نخيلاً
وارفاتٍ على مداكِ الفسيحِ

يا لها من حلاوةٍ تنفث الرو
حَ بميْتٍ على فراشٍ طريحِ

كالسماء الضحوكِ كالليلِ لمَّا
يتلاقى مليحةٌ بمليحِ

إن تكلّمتِ فالزمانُ ركابٌ
فيه ليلى سميرةُ ابنِ ذريحِ

إن تبسمت فالورودُ نثارٌ
تتثنى على الربى والسفوحِ

كيفَ رتَّبْتِ أنت قاموس قلبي
وشطبتِ القبيح بعد القبيحِ

والكآبات أنت من سلها منـ
ـني استلالاً فأشْرقَتْ كلُّ روحي

فرأيتُ الوجود ينضح سحراً
وخلعتُ المسوحَ بعد المسوحِ

أنتِ جددتني وأضفيت رؤيا
لحياتي تفاؤلاً في طموحِ

لم أعد نبرةً تفيض قنوطاً
لا ولا في دواخلي من جروحٍ


كل ما فيك من جمالٍ بديعٍ
عن رقيقٍ من المشاعر يوحي

لست أدري أصورةٌ أم ملاكٌ
قد تنَزَّلْتِ لحْظةَ التسبيحِ

كنت فيها مستغرقاً في فنائي
وانطوى الأينُ كله في جنوحي

التراتيل كلها والهدايا
والقرابين في فؤادي النضيحِ

آهِ لو تسمعينَ لحن مجيئي
لحن إنسانٍ عادَ من غيرِ روحِ

كم تأملتُ في محياكِ بعضاً
من صبايَ الفقيدِ كالمستريحِ

كم تمنيت أن يطول لقاءٌ
كان بيني وبين أمسِ المُشِيحِ

فدعيني أستو ضح الله فيـــكِ الــ
ـآن ألقيْ عليَّ هدْيَ المسيحِ

فيكِ ما فيكِ من غموضٍ لذيذٍ
يا لمرآكِ في غيابِ الوضوحِ

لحظةٌ لحظةٌ ويندسُّ شيءٌ
في مطاوي الضلوعِ كالمستبيحِ

يا له من إحساس واهٍ رأى فيــ
ــكِ فداءً لقلبه المذبوحِ

منذُ دهرينِ أغزلُ الريح يا لي
أن نسجي مهيَّأُ لضريحي

فلسفاتي جميعها لا تساوي
ما بعينيك من شرودٍ مريحِ

فانبسي فالشفاهُ خمر كؤوسٍ
وتغني فنشوتي أن تبوحي

أنتِ لا غيـــر من أنا في يديهِ
ذاك يكفيك عن كثير الشروحِ








[/center]