أنا والحب قصة لم ترو



أيها الحـبُّ أنـاديــــــــــكَ.... تعالاَ
فيدٌ مدت وصوتٌ قد تعالى

يا جميلاً قد أذاب القلبَ حيناً
فغدا نهراً بأنَّاتي مُســـــالا

هِمْتُ في عينيك أيَّامي وعمري
وأنا أذوي برؤياها انحلالا

أنتَ لو تدري ولا يخفاك مابي
أنْتَ أيَّامي دعاءً وابتهالا

أنتَ لو أصغيتَ يوماً لفؤادي
إنَّ هذا البعدَ أبكاهُ وطالا

أيها الحبُّ وكلِّي فيك يصبو
آهِ ما أحلاك في عيني تعالا

من لهيب الشك قد أوريت نفساً
لا ترى فرحاً ولا تلقى منالا

أترى العيشَ بأن نحيا ضياعاً
أيُّها الحبُّ ولا نرجو وصالا

كم تقاسمنا هموماً مقلقاتٍ
قد أقضّتنا وكم كانت ثقالا

ورنونا نحو ذاك الغيب نحسو
خمرة الحب وقد كانت حلالا

وغصوناً للمنى مالت علينا
رفَّ فيها الزهرُ ريّاً واعتدلا

وطفولاتٍ وشيئاً من جنونٍ
وحماقاتٍ وزهواً واختيالا

ومسافاتٍ مشيناها بخطوٍ
قد طوى الأرضَ سهولاً وجبالا

وحكاياتٍ تسامرنا ليالٍ
مازجت دمعاً على الخدين سالا

أيها الحب وبعضي شفَّ بعضي
فأنا أعي بأدوائي هزالا

وشبابٌ قد ذوى شيئاً فشيئاً
وانقضاء العمر صعبٌ فتعالا

أنتَ لو أحسست ما بي من جروحٍ
قد تأبت أيها الحب اندمالا

أي شيءٍ أنت هل أنت نعيمٌ
لفؤادي أم عذابٌ يتوالى

غامضٌ أنتَ وقد أفنيتَ عمري
بين أشياءٍ أرى ألا تقالا

فإلى ما فيكَ أرتادُ المعَاني
كلَّما جئتُ ترى عني ارتحالا

أتراني غيمةً في الشرقِ هَامتْ
ورياحُ الغربِ تزجيها شِمالا

أرتمي فيكَ بآمالي كموجٍ
فوقَ شطآنٍ أمالتـْهُ فمالا

وإلى عينيكَ قد راحتْ سَفيني
تمخرُ البحرَ أُجاجاً أو زُلالا

لستُ أدري كيف ظنِّي قد دهاني
فلِما آثرتُ بُعداً وانتقالا

صغتُ من دنياي لوناً قد كساني
ألمَ النفسِ وجهلاً واكتهالا

آهِ لو ترجعُ لي تلكَ الليالي
وأنا أغفو على كفّيك لا لا

يوم أن كنا ولا نخشى زمانا
ووصلنا من هوى النفس حبالا

أيها الحبُّ وفي عينيك إسمي
عيدُ ميلادي غدا فيكَ احتفالا

روحُ من تهواكَ ظمأى في فلاةٍ
وأنا أحثُو على نفسي الرِّمالا

أيها الحبُّ كشيءٍ من خيالٍ
يتماهى بين أجزائي انثيالا

إن لقياكَ منىً في النفسِ كانت
مرةً حيناً وأحياناً تحالى

كل يومٍ نحو هذا الفجر أرنو
أرقبُ الشمسَ وأشتاقُ الهِلالا

ربَّما تأتي فأحيا من جديدٍ
إن هذا العيشَ أضناني وغالا

أيها الحبُّ وقد كنا قديماً
نتراءى الشوق أحلاماً طوالا

حلمُ أيَّامي توارى خلفَ ليلٍ
وركابُ العمرِ قد شدَّ الرِّحالا

يا قريباً وبعيداً من ظنوني
وعزيزاً أشبه الشيءَ المُحالا

آهِ يا من هو عمرٌ لحياةٍ
قبلك الأيَّامُ وهمٌ قد توالى

صفق القلب على ذكراك يوماً
فتغنى بين أضلاعي وجالا

بين أملاكٍ كطيرٍ من ضياءٍ
ورأى اللهَ إلـهاً قد تعالى

إنِّني مزمارُ لا من نسجِ ليلى
نارُ صوفيٍّ رأتْ موسى فآلا

ذلكَ الحبُّ الذي قد كان نَخلاً
وترابُ النفسِ غطّاهُ وهالا

فلسفاتُ العقلِ قد كانتْ رُكاما
بينَ شكٍّ لم يزل فينا وبالا

أترى افلاطونَ قد أبدى عَجيباً
أم بسقراطٍ تعدَّينا المجالا

مشكلاتُ العقل قد أعيتْ قديماً
وغدا المقياسُ للدُّنيا مِثالا

ارجموني إن رأيتُ العقلَ فُحْشاً
فزناءُ العقلِ قد أضحى مَقالا

أو دعوني إن أمدّتني حياةٌ
سأحيرُ الطرفَ أو أعيي الرجالا

نقضَ البعض بناءً قد بنوه
وأرى الحبَ ُ بنانا فاستطالا

وأرى الحبَّ كنورٍ من إلهٍ
قد أضاء الدربَ أو أبدى الجَمالا

هذه الدنيا تراءت لي غروراً
أيها الحبُ وقد أضحتْ ملالا

بعدَ رؤياكَ تجلّتْ لي كمعنىً
بينَ جنبيَّ مضيء قد تلالا

يا صواباً ومحالاً سوف تجري
إنْ تأخّرتَ دموعٌ ...فتعالا

باطنٌ أنتَ ودنيانا خبالٌ
أبداً تزري بما سِيمَ ابتذالا

ألذا عني تغيّـبتْ بعيداً
في تقصِّيك تتبَّعتُ الخيالا

أيها الحبُّ شفاء من ذنوبٍ
أوهنتْ جِسْمي وأغوتني ضلالا

وحياة في حياةٍ من هجيرٍ
أنت فيها كنت ماءً وظِـــلالا

إنني قد بتُّ أرجوك ولكن
أنتَ أيأستَ الأماني والسُّـؤالا

يا لخوفي وانتظاري لكأنِّي
شمعةٌ قد بتَّ تضنيها اشتعالا

آه إن أعرضتَ عن طولِ رجائي
أيها الحبُّ فقد ضِقتُ احتمالا

فأجبني لم يعدْ في العمر شيءٌ
كي نقضِّيهِ عتابا ودلالا